اقلام وافكار حرةصيدا والجنوب

ماذا بحث سعد وبهية الحريري لخيارات ناخبي «المُستقبل»؟.. سعد والبزري على طريق إعلان التحالف؟

تُحبس الأنفاس في دائرة الجنوب الأولى التي تُمثل مدينة صيدا وقضاء جزين، بانتظار إقفال باب تقديم طلبات الترشيح في 15 آذار/الجاري للتنافس على 5 مقاعد (سنيان في صيدا، مارونيان وكاثوليكي في قضاء جزين)، حتى تتبلور صيغ التحالفات بشكل نهائي.

تعود أسباب ذلك إلى قرار رئيسة «كتلة المُستقبل النيابية» النائب بهية الحريري العزوف عن الترشح، التزاماً بقرار رئيس «تيار المُستقبل» الرئيس سعد الحريري، تعليق عمله السياسي، وحسم عدم ترشيح أو دعم أي مُرشح مُنتسب إلى التيار «الأزرق».

لقاء سعد وبهية الحريري في أبوظبي

هذه التساؤلات كانت جزءًا مما حملته النائب الحريري إلى دولة الإمارات العربية المُتحدة، حيث التقت الرئيس الحريري في أبوظبي في جلسات عدة بين يومي الثلاثاء والخميس في 1-3 آذار/مارس 2022، جرى خلالها بحث كل ما يتعلق بـ«تيار المُستقبل» وملف الانتخابات النيابية على الساحة اللبنانية بشكل خاص، والملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشكل عام.

هذا في وقت يُحاول كُثر الاستفادة من أصوات ناخبي «المُستقبل» وتجييرها لهم في صندوق الاقتراع.

علمت «اللـواء» أن الرئيس الحريري كان واضحاً بالتأكيد على عدم ترشيح أو دعم أي مُرشح، ومن لديه قرار أو توجه آخر، له حرية ما يُقرر، لكن عليه التقدم باستقالته من عضوية «تيار المُستقبل»، وهو ما جرى مع نائب رئيس التيار النائب السابق الدكتور مصطفى علوش، الذي تقدم باستقالته من أجل الترشح عن أحد المقاعد السنية الـ5 في مدينة طرابلس.

بعد عودة النائب الحريري إلى صيدا، التقت بعدد من المُقربين منها، وأبلغتهم استمرار الرئيس الحريري قراره بتعليق عمله السياسي وعدم دعم ترشيح أو دعم أي مُرشح في الانتخابات النيابية.
وأن قرار النائب الحريري واضح، هو العزوف عن الترشح وعدم ترشيح أو دعم أي مُرشح يُمثل «التيار الأزرق»، من دون أن يعني ذلك اعتزالها نشاطها، بل استمرارها بمُتابعة ما يهم مدينة صيدا، بعيداً عن التقوقع والانغلاق، بل الانفتاح والتواصل، بتجسيد مكانتها بتنسيقها مع محيطها في شرقها وعمقها الجنوب والمُخيمات الفلسطينة، امتداداً إلى لبنان، في ملفات عدة كانت تتولى مُتابعتها قبل الإعلان عن تأسيس «تيار المُستقبل».

أما بشأن مُشاركة مُحازبيه ومُناصري «تيار المُستقبل» بالاقتراع بالانتخابات، فإن الموقف من ذلك سيُتخذ بعد إقفال باب الترشيحات، سواءً أكان ذلك بالمُقاطعة أو الاقتراع بورقة بيضاء، أو اختيار من يشاؤون من المُرشحين، خاصة أن في «تيار المُستقبل» هناك من ينظر أن سهاماً عدة قد أغمدت في ظهر الرئيس والنائب الحريري من الحلفاء قبل الخصوم!

هذا يعني أن كل ما تردد عن أسماء مُرشحة، سواءً أكانت مُنتسبة إلى «تيار المُستقبل» أو مُقربة منه، لا علاقة لـ«التيار الأزرق» بها لا من قريب ولا من بعيد.

كان قد جرى التداول باسم رئيس «جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية» في صيدا المُهندس يوسف النقيب (مُنسق «تيار المُستقبل» سابقاً في الجنوب، الذي قاد الماكينة الانتخابية للنائب الحريري مُنذ العام 1992، وقبل إعلان الرئيس الشهيد رفيق الحريري تأسيس «تيار المُستقبل»)، كمُرشح عن أحد المقعدين السنيين في صيدا.

هذا يعني أن كل ما تردد عن أسماء مُرشحة، سواءً أكانت مُنتسبة إلى «تيار المُستقبل» أو مُقربة منه، لا علاقة لـ«التيار الأزرق» بها لا من قريب ولا من بعيد.

كان قد جرى التداول باسم رئيس «جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية» في صيدا المُهندس يوسف النقيب (مُنسق «تيار المُستقبل» سابقاً في الجنوب، الذي قاد الماكينة الانتخابية للنائب الحريري مُنذ العام 1992، وقبل إعلان الرئيس الشهيد رفيق الحريري تأسيس «تيار المُستقبل»)، كمُرشح عن أحد المقعدين السنيين في صيدا.
عندما سئُل النقيب عن ذلك، كان جوابه بسؤال لسائله: «ماذا قيل فيما سُرب؟»، فكان الجواب: «حديث صالونات»، فرد النقيب: «يعني ذلك بلغة الصحافة المُهذبة، لكن بلغة الشارع «طق حنك»، ومُرشحتنا في صيدا هي النائب بهية الحريري، ونلتزم بما تقرره».

وهو الأمر ذاته الذي ينسحب على المُحامي حسن شمس الدين الذي كانت النائب الحريري قد رشحته معها عن المقعد السني الثاني في الانتخابات النيابية السابقة.

تحالف سعد – البزري قريباً

على صعيد التحالفات الصيداوية، فقد قطعت الاتصالات بين أمين عام «التنظيم الشعبي الناصري» النائب الدكتور أسامة سعد ورئيس بلدية صيدا الأسبق الدكتور عبد الرحمن البزري، شوطاً مُتقدماً للترشح في لائحة واحدة، مع اختيار مُرشح أو أكثر من قضاء جزين، وفقاً لمُتطلبات الشروط القانونية التقنية للترشح (ليس أقل من 3 مُرشحين من أصل 5)، ويُمكنهما تأمين حاصل مضمون لمقعد سني في صيدا وأفضلية للمقعد الثاني.

ينطلق سعد والبزري بقاسم مُشترك لتحالفهما برفض التحالف مع أي من الأحزاب المُشاركة في السلطة.

هذا يلقى تأييداً من قبل، ليس فقط مُناصريهما، بل قسماً كبيراً من الناخبين الصيداوي الذي يُؤيدون مثل هذه الخطوة.

كذلك فإن موضوع الالتزام الوطني والقومي والعروبي، لا يُمكن لأي كان أن يُزايد على بيتي معروف سعد ونزيه البزري، في مُقاومة الاحتلال الإسرائيلي داخل فلسطين وبعد نكبة أهلها، والشهيد معروف سعد دفع حياته في سبيل التزامه بالقضايا الوطنية والمطلبية واستشهد وهو على رأس تظاهرة صيداوية تُطالب بحقوق الصيادين ضد شركة «بروتين» الاحتكارية في 6 شباط/فبراير 1975، واستشهد في 6 آذار من العام ذاته، وكان يتأبط بذراع نائب صيدا الدكتور نزيه البزري الذي نجا أثناء ذلك، وكذلك من مُحاولات اغتيال عدة.
لذلك، فإن تاريخ البيتين العريقين مُلتزمان بالمُقاومة الوطنية قبل انطلاق المُقاومة الإسلامية، وهو ما يتكرس التزاماً بالخط الوطني.

فيما «الجماعة الإسلامية» التي قررت ترشيح مسؤولها السياسي في الجنوب الدكتور بسام حمود، فهي مطلب للتحالف من قبل مُختلف القوى في جزين، التي لم تجد لها حليفاً، يُمكن أن يؤمن لها أصواتاً وازنة في مدينة صيدا.

ولم تُقرر حتى الآن صيغة التحالفات، سواءً ستكون كما تحالفات «الجماعة» في الدوائر الأخرى، أم أن هناك خصوصية ستكون في دائرة صيدا – جزين؟

أما رئيس «تجمع 11 آذار» رجل الأعمال مرعي أبو مرعي، فإنه لم يُعلن من سيُرشح أو يدعم في هذه الانتخابات، مُترقباً بانتظار انتهاء دراسته للمُعطيات كافة.
حتى الآن ترشح عدد من المُستقلين، بينهم، رنا الطويل، إسماعيل حفوضة، محيي الدين عنتر، ووليد السبع أعين، لكن يبدو أن كُثرة المُرشحين الذين يُمثلون المُجتمع المدني أو ثورة 17 تشرين الأول/أكتوبر، تُهدد بتشتيت أصواتهم.

هيثم زعيتر- اللواء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock