صيدا والجنوب

نبيل الزعتري لـ”نداء الوطن”: الاعتدال خط أحمر في تحالفنا

«الإعتدال قوتنا» اول لائحة انتخابية سجلت رسمياً عن دائرة صيدا – جزين، وهي ثلاثية غير مكتملة تضم عن المقعد الماروني في جزين النائب ابراهيم عازار المدعوم من رئيس مجلس النواب نبيه بري وحركة «أمل»، وعن المقعد الكاثوليكي جوزيف سكاف، وعن المقعد السني في صيدا المستقل نبيل الزعتري سليل العائلة الصيداوية العريقة.

وأوضح الزعتري لـ»نداء الوطن»، اننا حرصنا على اطلاق اسم «الاعتدال قوتنا» على اللائحة، واخترنا لها اللون الاحمر، للتأكيد على ان الاعتدال «خط أحمر» وهو مطلوب اليوم في منطقتي صيدا – جزين وفي كل لبنان… من اجل التواصل والتلاقي بعيداً عن النفور والخلاف»، مؤكداً «اننا سنعمل بجد وقوة على ترجمتها من اجل استعادة العلاقة الطبيعية، فالنائب عازار رجل الاعتدال والانفتاح وهو لم يدلِ في اي يوم من الايام بمواقف متشددة ويتمتع باحترام كبير، بينما عائلة الزعتري مشهود لها بالاعتدال والحوار، فتلاقينا في تحالف انتخابي وطني سياسي مبني على الإعتدال والإبتعاد عن كل ما هو طائفي أو مذهبي، لاننا نشبه بعضنا البعض ونريد ان ننجح في تغير العلاقة لتعود الى سابق عهدها».

وتسجيل اللائحة رسمياً بثلاثة مرشحين، أقفل الباب نهائياً امام انضمام اي من المرشحين اليها، ودحضت بالملموس الشائعات التي تحدثت منذ ايام قليلة عن احتمال تعديلها، فجاءت متناسقة في صب الاصوات التفضيلية لكل مرشح عن كل مقعد (سني وماروني وكاثوليكي)، ما يعطيها المزيد من القوة دون ان تتآكل الاصوات بين مرشحيها.

والاعتدال في الدائرة، كشف صعوبة التحالفات الانتخابية وتعقيداتها، وأعاد تسليط الاضواء على معضلتين: قديمة: من رواسب الحرب الأهلية حيث لم تعمل القوى السياسية الصيداوية والجزينية على معالجتها، وإجراء مصالحة حقيقية بين المنطقتين رغم مرور ثلاثين عاماً على انتهائها، وحديثة: من تصرفات بعض ممثلي تيار «العهد القوي» الذين لم يراعوا خصوصية المدينة وابنائها حيث تعاطوا معها بطريقة اقل ما يقال فيها «تنفيرية».

وتلافي المعضلتين، يحتاج الى مصالحة حقيقية كان من المتوقع ان تشكل الانتخابات النيابية فرصة لطي الخلافات والنفور وللتقارب واجراء مصالحات، غير انها كشفت العكس تماماً اذ لم يستطع اي فريق سياسي في كلا المنطقتين من التحالف مع الآخر ولكل اسبابه ومبرراته، فانفرط عقد التحالفات السابقة ولم ينجح القانون الانتخابي الذي يعتمد للمرة الثانية من وصل الانقطاع وتحقيق التلاقي. وما زاد من التعقيدات غياب تيار «المستقبل» طوعاً عن المشهد الذي مثلته على مدى ثلاثة عقود متتالية «العمة» النائبة بهية الحريري، إلتزاما بقرار الرئيس سعد الحريري بتعليق العمل السياسي.

ويقول الناشط في حراك صيدا المرشح الشيخ محيي الدين عنتر: «إنَّ الخطابَ الطائفيَّ المقيت والصراعات السياسية بين أحزاب منظومة الفساد؛ عزَّزَا هذا التباعد والنفور لدرجة أن القوى السياسية الصيداوية تخوض معاركها الانتخابية بمعزلٍ عن جزين، وكذلك القوى الجزينية تخوض معاركها بمعزلٍ عن صيدا؛ وهذه أزمة! وإن تركيب هذه الدائرة لم يراعِ إلا مصلحة التيارين «المستقبل» و»الوطني الحر» في وقت كان بينهما شهر عسل واتفاقات ومحاصصات، ولكنَّ شهر العسل لم يدُم، والأزمة تكشفت سريعاً بعد سقوط التفاهمات بين التياريْن؛ وأهلُ المنطقتيْن يدفعون الثمن اليوم!

وأمل أن تقوم القوى السياسية ونواب برلمان 2022 بإجراء مصالحة حقيقية بين صيدا وشرقها وجزين وإزالة الحواجز الحسية والنفسية والتاريخية بين المنطقتين، «لنحقق تعايشاً حقيقياً بين العائلات اللبنانية بعيداً عن نفاقيات السياسة وأهلها».
محمد دهشة – نداء الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock