أخبار لبنانية

صور لن تسهر هذا العام

لطالما كانت صور مقصد الجنوبيين للسهر في ليلة رأس السنة. كانت مطاعمها وفنادقها توفر خيارات متعددة من الحفلات الغنائية وموائد العشاء التي تتضمن تقديم المشروبات الكحولية غير المتوافرة في مطاعم صيدا والنبطية. لكن الأزمة الاقتصادية ألغت الحفلات الضخمة وستقتصر الاحتفالات على برامج محدودة.
سابقاً، كانت صور تستقطب نجوم الفن، وتتجاوز الحجوزات في مختلف الأماكن المخصصة للحفلات فيها ليلة رأس السنة نسبة الـ90%. وكان عنصر الاغتراب العصب الأساس في ضخ السيولة إلى هذه الحفلات. أما وأن لبنان بمجمله يعيش أزمة اقتصادية، فلم تعد الأولوية بالنسبة إلى الكثيرين السهر خارج المنزل وحضور الحفلات لأن الكلفة أضحت عالية وهذا مأزق يعيشه أصحاب المطاعم والفنادق ومتعهدي الحفلات الذين يشتكون من ضعف الإقبال على شراء البطاقات والنسبة المتدنية في الحجوزات.
أسباب التراجع عديدة، بحسب مدير شركة عكنان للإنتاج الفني، خضر عكنان الذي أشار لـ«الأخبار» إلى أن الشركة تعمل منذ أكثر من شهر على التسويق لثلاث حفلات خارج مدينة صور في مناطق قريبة من العاصمة بيروت من أجل تخفيف كلفة النقل على الزبون الذي يرغب بالسهر في المطعم، ولكن رغم ذلك فإن الحجوزات لغاية اليوم غير مشجعة على الإطلاق لأن المغترب، ولا سيما في الجنوب بنسبة كبيرة، غير معني بحفلة رأس السنة وما يشاع في الإعلام عن وصول مئات آلاف المغتربين، وأن الحجوزات مقفلة في معظم أماكن السهر غير صحيح ولدينا المؤشر من خلال بيع البطاقات التي تبدأ بـ60 دولاراً للشخص وصولاً إلى 150 دولاراً. ويلفت عكنان إلى ظاهرة لم تعد موجودة في الحجوزات «في السابق كانت الحجوزات للمجموعات، وتصل إلى 20 شخصاً على الطاولة الواحدة، أما اليوم فإن العدد لا يصل إلى أربعة أو ستة أشخاص». ويعيد السبب إلى «الفروقات الاقتصادية بين الأفراد الذين تحول البعض منهم من طبقة ميسورة إلى طبقة معدومة». عكنان يحمّل المسؤولية إلى الدولة الغائبة عن دعم المؤسسات والأنشطة السياحية «العاملون في هذا القطاع متروكون لمصيرهم ولا يوجد من يدعمهم».
بدوره، يقول مدير أوتيل بلاتينيوم في صور، حسين ترحيني أن «الإقبال على الحفلة التي يقيمها الأوتيل لا يتعدى الـ60% رغم تدني سعر البطاقة والتي تصل إلى 55 دولاراً كحد أقصى». ويؤكد ترحيني أن «معظم الأشخاص الذين حجزوا واشتروا البطاقات ليسوا من المغتربين»، مستعرضاً الأعوام التي سبقت الأزمة ولا سيما عام 2017 «قبل يومين من موعد الحفلة كانت تنفد معظم البطاقات أما في هذه الأيام فإن ما نشهده لا يشجع أبداً على إقامة حفلات لأن الكلفة عالية على الجميع».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock