اقلام وافكار حرة

وحشية إسرائيلية في القدس تكشف جرائم الاحتلال

الأهمية الدينية للمسجد الاقصى، هو المسجد الذي أسري بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام إليه، والقصة وردت في القرآن الكريم، إذ قال الله تعالى في بداية سورة الإسراء “سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ” ( الإسراء – الآية 1 ). وهو أيضا أولى القبلتين، حيث صلى إليه المسلمون طوال الفترة المكية، إضافة إلى 17 شهرا بعد الهجرة، قبل أن يؤمروا بالتحول شطر المسجد الحرام، كما أنه ثالث المساجد التي تشد إليه الرحال بعد المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية بالتالي المسجد الأقصى في فلسطين المحتلة له أهمية لدى المسلمين نظرا لقميته الدينية.
مدينة القدس ايضا” لها أهمية تاريخية ودينية على مر التاريخ للمسلمين والمسيحيين وبجانب المسجد الأقصى واهميته الدينية لدى عموم المسلمين ،فهناك بالتحديد داخل الحي المسيحي توجد كنيسة القيامة ،التي صلب المسيح (عليه السلام ) ،هناك وقبره موجود داخل الكنسية والتي تتمتع بأهمية خاصة لدى المسيحيين في كل أنحاء العالم.

مؤامرة لتهويد القدس

يتعرض المسجد الأقصى منذ احتلاله عام 1967 لاعتداءات متواصلة، أبرزها استفزاز السلطات الإسرائيلية للمقدسيين والمصلين واقتحامات وزراء ونواب بالكنيست وأفراد الشرطة والمستوطنين الصهاينة ومحاولتهم أداء طقوس دينية، منها تقديم القرابين داخل الحرم القدسي والاعتداء على المصلين والمعتكفين في شهر رمضان المبارك ما يعني أن الكيان الإسرائيلي نواياه مبيتة لتهويد مدينة القدس وللهيمنة والسيطرة على المسجد الاقصى والقدس الشرقية، واستمرار ممارسات الاحتلال الإسرائيلي واعماله الوحشية تتعارض مع القانون الدولي والحقوق الإنسانية والشرائع والأديان.
افادت مصادر من المسجد الاقصى ” جسور:” بأن اقتحام المستوطنين المسجد بدأ صباح الاثنين الماضي وتزامناً مع الاقتحام، أطلق المرابطون في المسجد الهتافات المنددة بالاحتلال وبمستوطنيه الذين يقتحمون باحات المسجد بحمايته وأفرغت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المصلى القبلي من المعتكفين لتأمين اقتحامات المستوطنين ليل الثلاثاء ، عقب انتشار مكثف لشرطة الاحتلال داخل باحات المسجد الأقصى وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيله للدموع والقنابل الصوتية والحارقة ، واعتدت بالضرب بالعصي والسلاح بطريقة وحشية على المصلين و المعتكفين، الذين كان من بينهم سيدات واطفال داخل المصلى وفي الباحات، فيما اندلع حريق داخل المسجد جراء إطلاق القنابل. وأعلنت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين أنّ القوات الإسرائيلية اعتقلت مئات من الفلسطينين من المسجد الأقصى.

مشروع عنصري خبيث

قال المحلل السياسي الفلسطيني المقدسي زيد الايوبي ” لـ جسور” : ان سلطات الاحتلال الاسرائيلية في القدس تسعى لتكريس مشروع تهويدي خبيث للمسجد الاقصى ومحيطه من خلال السماح لغلاة المستوطنين باقتحام المسجد الاقصى وباحاته تحت حماية الشرطة الاسرائيلية في محاولة بائسة لتغيير الوضع التاريخي القائم في المسجد الاقصى وتقسيمه زمانيا ومكانيا وهو ما يمثل استفزازا كبيرا لمشاعر الفلسطينيين مسيحيين ومسلمين في المدينة المقدسة.
واكد الايوبي، ان الاعتداءات الاسرائيلية على المصلين والمعتكفين في المسجد الاقصى تحمل رسائل اسرائيلية في عدة اتجاهات اهمها انها ماضية في تهويد المدينة ومقدساتها وغير آبهة بدعوات المجتمع الدولي وقراراته المتعلقة بوضعية القدس باعتبارها مدينة محتلة والاتجاه الثاني وهو الاخطر بالنسبة لي وهو السعي الاسرائيلي المتصاعد لقويض الوصاية الهاشمية التاريخية على الاماكن المقدسة وفي ذلك استفزاز واضح للمملكة الاردنية الهاشمية خصوصا وان موضوع الاماكن المقدسة في القدس يشرف عليه جلالة الملك عبد الله الثاني شخصيا وقد شاهدنا عدة ازمات اردنية اسرائيلية تتعلق برفض الاردنيين وجلالة الملك عبد الله الثاني للاجراءات الاحتلالية في الاماكن المقدسة والتي وصلت حد محاولة منع السفير الاردني في فلسطين من الصلاة في المسجد الاقصى من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلية.

استهداف المعتكفين

واشار الايوبي الى ان سلطات الاحتلال وحكومتها المتطرفة تتعمد التنغيص على المقدسيين ورواد المسجد الاقصى خصوصا في شهر رمضان المبارك ولم تميز في اعتداءاتها بين كبار واطفال وحرائر فالجميع مستهدف بهذه الاعتداءات التي وصلت الى تصفية بعض المصلين جسديا واعتقال اكثر من اربعمئة مصلٍ بينهم نساء واطفال قبل يومين وهو ما يعني ان كيان الاحتلال يدير ظهره لكل القرارات الدولية والاتفاقيات الموقعة برعاية دولية مع الجانب الفلسطيني والاردني بخصوص الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في المسجد الاقصى بشكل يظهر عدم التزام الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة بهذه الاتفاقيات والقرارات.
ونوه الايوبي “بأن ما يحدث اليوم من اعتداءات متكررة على المسجد الاقصى هو انعكاس للعقلية المتطرفة التي تتسيد المشهد السياسي لدى كيان الاحتلال الاسرائيلي خصوصا في ظل الحكومة الاسرائيلية اليمينية الحالية والتي يعتبر اهم رموز التطرف فيها ايتمار بن غفير وسموترتش بالاضافة لنتنياهو الذي يحاول ان يحافظ على ائتلافه الحكومي من خلال الانصياع لمشاريع المتطرفين حتى وان كان ذلك على حساب مستقبل الشعب الفلسطيني”.
وشدد الايوبي على بسالة المعتكفين والمرابطين في المسجد الاقصى خلال المواجهة مع قوات الاحتلال فهؤلاء الفرسان يمتلكون استعدادا عاليا للذود عن المقدسات الاسلامية والمسيحية بارواحهم وكل ما يملكون في سبيل ان تبقى هذه المقدسات حرة ابية عصية على التهويد . ودعا الايوبي كافة الدول العربية والاسلامية للتحرك العاجل والموحد في كل الاتجاهات السياسية والدبلوماسية لتعزيز صمود المقدسيين على طريق الحفاظ على عروبة واسلامية الاماكن المقدسة في القدس وتطوير استراتيجيات داعمة لهذا الصمود الاسطوري للمقدسيين.

إدانة عربية وخليجية ودولية

أثار اقتحام الشرطة الإسرائيلية للحرم القدسي سلسلة إدانات عربية وخليجية ودولية أجمعت على رفض العنف والدعوة إلى تجنب التصعيد. وشجبت دول إسلامية “الاعتداء على الأماكن المقدسة” محذرة في الوقت ذاته من تداعيات الوضع على الأمن والاستقرار بالمنطقة. وفي هذا الصدد ، قالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان: إن “المملكة العربية السعودية تتابع بقلق بالغ اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لباحات المسجد الأقصى الشريف، والاعتداء على المصلين “. وأضافت الوزارة أن “المملكة تدين هذا الاقتحام السافر، وتعبّر عن رفضها القاطع لهذه الممارسات التي تقوض جهود السلام، وتتعارض مع المبادئ والأعراف الدولية في احترام المقدسات الدينية ” .و” أكدت موقف المملكة العربية السعودية الراسخ في دعم جميع الجهود الرامية إلى إنهاء الاحتلال والوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية “.
وأعربت دولة قطر عن “إدانتها واستنكارها الشديدين لاقتحام” القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى واعتدائها الوحشي على المصلين والمعتكفين فيه”، محذرة من أن التصعيد الإسرائيلي “ستترتب عليه تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة” .
بدورها قالت دولة الإمارات العربية المتحدة إنها “تدين بشدة اقتحام قوات الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين واعتقال عدد منهم”.
ودانت وزارة الخارخية الأردنية ” إقدام شرطة الاحتلال الإسرائيلية على اقتحام المسجد الأقصى المبارك- الحرم القدسي الشريف، و الاعتداء عليه وعلى الموجودين فيه، معتبرة ما حصل “انتهاكا صارخا وتصرفا مدانا ومرفوضا وطالبت في بيان بإخراج الشرطة والقوات الخاصة من الحرم القدسي الشريف فوراً محذرة من هذا التصعيد الخطير” .
كما حذرت جامعة الدول العربية الأربعاء من “دوامة عنف تهدد الاستقرار في المنطقة والعالم”، ورفضت الجامعة التي اجتمع مجلسها في القاهرة نهار الاربعاء بناء على طلب المملكة الأردنية الهاشمية، ” المحاولات الرامية إلى تغيير الوضع التاريخي والقاوني للمسجد الأقصى المبارك وتقسيمه زمانيا ومكانيا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock