صيدا والجنوب

الشريف يحذر: عام 2021 سيكون أسوأ إذا لم تتشكّل الحكومة

لم تتمكّن الزينة، ولا التنزيلات او الحسومات من جذب الزبائن الى اسواق صيدا التجارية ومعهم الفرح بالاعياد المجيدة. الاستنكاف مردّه الى انعدام القدرة الشرائية والبحث المضني عن تأمين قوت اليوم، وخلفه يخفي المخاوف من استفحال البطالة والغلاء وارتفاع الاسعار، في بلد ما زالت تؤرقه وتطارده الازمات المعيشية والاقتصادية الخانقة، حتّى اختفت الطبقات المتوسطة وانقسم المجتمع بين فئة ذات ثراء فاحش، واخرى تحت خط الفقر المدقع.

ولم يعد شعار تجّار واصحاب المحال التجارية هذا العام “حركة بلا بركة”، اذ قطعت اشواطاً الى الامام في تهديدهم بالافلاس والاقفال، بعدما أحصوا اقفال اكثر من 200 مؤسسة مسجّلة، واضعافها غير ذلك في المدينة ومنطقتها، فيما الغالبية تنتظر بيع ما تبقّى لديها في المواسم والاعياد لتسدّ ديونها المتراكمة ومحاولة الوقوف على اقدامها مُجدّداً، أو السير نحو الهاوية ذلك المصير البائس.

ويؤكد رئيس جمعية تجّار صيدا وضواحيها علي الشريف لـ”نداء الوطن” أنّ “حركة الازدحام الخانقة التي تشهدها الاسواق يومياً لا تعكس أبداً حقيقة انتعاش العجلة التجارية والبيع، انّها حركة موقّتة وموسمية مع بداية فصل الشتاء، ولمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة”، معتبراً أنّ “التجار ينتظرون بفارغ الصبر هذه الايام لتعويض ركودهم، ولكن للأسف لم ترق الى مستوى تطلّعاتهم وأمنياتهم”.

“تغيّرت الاولويات عند الناس مع الازمة الاقتصادية وارتفاع الدولار والاسعار، وانتهى عصر الكماليات بالكامل، وباتت تسعى وراء تأمين لقمة عيشها والضروريات فقط”، يقول الشريف، قبل أن يضيف “لم يعد هناك وجود للطبقة المتوسّطة التي كانت عادة تنعش الاسواق في المدينة وتشكّل رافعة للدورة التجارية، مقابل اقبال على شراء الشعبي لسدّ الحاجة”، متوقّعاً “ان يكون العام 2021 أشدّ قسوة وركوداً على التجار، اذا لم تتشكّل حكومة سريعاً ويحصل لبنان على مساعدات مالية لانقاذه من الانهيار الشامل”.

في السوق التجاري، يقف “بابا نويل” بلحيته البيضاء وثيابه الحمر يقرع الجرس بقوة، يحاول جذب انتباه الناس الى احد المحال التجارية التي قدّمت عروضاً كبيرة من التنزيلات والحسومات للدخول اليه والشراء، عبثاً يحاول، ينجح مرّة ويخفق مرّات.

يشرح حسام عبدو، صاحب محلّ “أنّ سبب الركود لا يعود فقط الى انعدام السيولة عند الناس نتيجة الضائقة المعيشية وارتفاع الاسعار، وانّما الى خوفها على المستقبل، فمن يملك بعض المال يخبّئه ليومه الاسود، فيما الخلاف السياسي وجائحة “كورونا” يلعبان دوراً كبيراً”. بينما يقول صاحب احد المحال التجارية حسين حمادة “إنّ الحركة هذه الايام أفضل من السابق ولكنها لا ترقى الى الاعوام السابقة”، مشيراً الى أنّ “قلّة من الناس لا تحبّ أن تمرّ الاعياد المجيدة من دون التبضّع، ولكن غيّرت نمطها واسلوبها، بدلاً من شراء انواع عدّة من الثياب أو الاحذية باتت تكتفي بقطعة واحدة، وبدلاً من الغالي اصبحت تشتري الأرخص، ما قلّل الارباح، فيما يتوجّب علينا نفقات ثقيلة من الايجار والرسوم والضرائب”.

وتقول جانيت موسى من مغدوشة:”جئت الى اسواق صيدا لاشتري الثياب لاولادي بالرغم من الضائقة الاقتصادية، فهذه الاعياد للفرح ولا بدّ من ادخال الفرح الى قلوبهم مهما كانت الظروف صعبة وقاسية”.

@ المصدر/ محمد دهشة – جريدة نداء الوطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock