صيدا والجنوب

محمد السعودي: أزمة النفايات قيد الحل والمعمل ‘ماشي’ ولا نقبل بـ’ليّ’ ذراع المدينة بهذا الملف !

ما هي الأسباب الحقيقية لأزمة النفايات المستجدة في مدينة صيدا ونطاق اتحاد بلديات صيدا الزهراني ، وهل شقت هذه الأزمة طريقها الى الحل ؟ وهل عادت محركات معمل معالجة النفايات في صيدا للعمل بشكل طبيعي ؟ وما هي خطة البلدية لمقاربة ملف النفايات في المرحلة القادمة ؟

هذه الأسئلة وغيرها أجاب عليها بصراحته المعهودة والمسؤولة في آن رئيس بلدية صيدا ( ورئيس اتحاد بلديات صيدا الزهراني ) المهندس محمد السعودي في حديث خاص لـ” مستقبل ويب” واضعاً الأمور في نصابها ومحدداً الأسباب الحقيقية للأزمتين دون مواربة او تجميل ، فاكد ان مشكلة تراكم النفايات في صيدا ونطاق الاتحاد هي قيد المعالجة ويتم العمل على رفعها تباعاً، وحمّل الشركة المتعهدة المسؤولية المباشرة عن ازمة تراكم النفايات خلال الأيام الماضية بسبب توقفها عن جمعها ، وكاشفاً عن مفاوضات تجري بين البلدية (والاتحاد ضمناً) وبين شركتين لجمع ونقل النفايات للإتفاق مع احداهما على تولي هذه المهمة، وجازماً بأننا ” لن نقبل بلوي ذراع المدينة بهذا الملف طالما نحن موجودون”.
ومن جهة ثانية طمأن السعودي الى ان معمل معالجة النفايات عاد يعمل بشكل طبيعي بعد اصلاح الأعطال التي طرأت على محركاته في فترة سابقة وكذلك بعد تأثر العمل فيه بالمرحلة الإنتقالية التي مر بها بين إدارة وأخرى ، مؤكداً أن ” البلدية ستبقى تتابع أداء المعمل وتسهر على حسن انتظام العمل فيه “.

وكانت بلدية صيدا اوعزت الى فرقها التحرك سريعا للمباشرة برفع النفايات من شوارع المدينة اثر توقف الشركة المتعهدة عن جمعها ونقلها ، غير أن الأخيرة عادت فتراجعت عن هذا القرار واستأنفت رفع النفايات دون ان يصدر عنها أي بيان يوضح موقفها لا لماذا توقفت ولا لماذا استأنفت ، في وقت لم تتوقف فرق البلدية عن رفع النفايات من الشوارع والتي ورغم ذلك بقيت كميات كبيرة منها حتى الآن متراكمة في معظم أحياء المدينة ولم يتم رفع سوى نسبة لا تتعدى الـ5% منها ، بينما لم يتم حتى ساعات المساء ( الثلاثاء) رفع اي كمية من النفايات المتراكمة من نطاق اتحاد صيدا الزهراني !
المهندس السعودي

يقول المهندس محمد السعودي ان ” جمع النفايات من شوارع صيدا ونطاق اتحاد صيدا الزهراني تقوم به شركة NTCC ، ومنذ مدة عندما بدأ سعر صفيحة المازوت يتضاعف ، وكون المقاول لا يستطيع العمل بهذه الأسعار المرتفعة تعهدنا بدفع فرق اسعار المازوت واقنعنا باقي البلديات ضمن الاتحاد بأن تدفع كل بلدية حصتها من هذا الفرق وفق سعر المازوت وكميات النفايات التي تجمع من كل بلدية كل شهر ، وبعد ان حصلنا على موافقات من الصندوق البلدي المستقل وغيرها وحتى وصلنا الى الوزير ، وذلك بهدف تعويض المتعهد الفرق بالأسعار. فمثلاً هذا الشهر كان الفرق بسعر المازوت عن كلفة جمع النفايات في صيدا وحدها نحو 176 مليون ليرة ، وفي بلديات الاتحاد ككل حوالي 460 مليون ليرة عن كل الاتحاد “..

ويضيف السعودي ” قمنا مؤخراً بوضع دفتر شروط ومناقصة لجمع ونقل النفايات ، لم يقدم عليها احد بمن فيهم الشركة المتعهدة حالياً NTCC ، وطرحنا المناقصة مرة ثانية فقال المتعهد انه لن يقدم عليها لكنه عاد وقدم كعرض وحيد ، فأعاده ديوان المحاسبة ، على أساس انه عندما يكون المتقدم عرض واحد لمرتين يمكن الموافقة على عقد بالتراضي.. فقلنا للمتعهد المذكور تفضل وقدّم ، قال لا اريد، لكنه أيضا عاد وقدم . ولا نعرف لماذا كان يفعل ذلك واذا كان الأمر مقصوداً!”.
ويتابع ” عندما قدم المتعهد المذكور العرض واتفقنا عليه واخذنا موافقة بلديات الاتحاد ، تسلمت منه في اليوم التالي رسالة يقول فيها ” اننا وبأسف شديد نبلغكم بعدم قدرتنا على الإستمرار بالقيام بأعمال جمع ونقل النفايات . وعليه، التوقف عن العمل نهائياً اعتباراً من مساء 31 آذار حتى اجراء عقد جديد موافق عليه من الجهات الرقابية المختصة وحتى يتم تسديد جزء من مستحقاتنا لضمان الاستمرارية” .أخذت منه الرسالة وضعتها على الطاولة وقلت نلتقي يوم الإثنين . ولكن في اليوم التالي ( الجمعة ) لم يتم جمع النفايات. اعتقدنا للوهلة الأولى ان السبب توقف المحطات عن التزويد بمادة المازوت، وعند الاستفسار عن الأمر تبين ان المتعهد قرر التوقف فجأة وقبل انتهاء “المهلة ” التي حددها في رسالته !. عندها اوعزنا لفرق البلدية بالتحرك والبدء بجمع ورفع النفايات المتراكمة في الشوارع . لكن اليوم الثلاثاء وبعد ان جرت على ما يبدو تدخلات قرر المتعهد ان يستأنف جمع النفايات على أساس تأمين مادة المازوت لآلياته وهذا ما قمنا به . وهو يشتغل اليوم لكن نحن أيضا كبلدية لم نوقف العمل من خلال فرقنا بالإستمرار برفع ما تراكم من نفايات في الشوارع “.
ونسأل الريس محمد السعودي “هل يعني ذلك ان ازكة تراكم النفايات في الشوارع قد انتهت ؟” فيجيب ” لا لم تنته ، وانا في الواقع اتفاوض مع شركتين لجمع ونقل النفايات للاتفاق مع احداهما على ان تحل مكان شركة NTCC ، لأننا لم يعد لدينا ثقة بها ، وواجبنا تأمين البديل ولأننا لا نقبل من أي كان ان يلوي ذراع البلدية والمدينة . ولم نعد نستطيع ان نتكل على المتعهد الحالي الذي هو كل يوم برأي ، والمدينة لن تبقى تحت رحمة قرار من أحد بهذا الملف طالما نحن موجودون . وسنعمل على تأمين البديل حتى لو كان المتعهد الحالي سيبقى يعمل ، لنضمن ان لا يتكرر ما جرى “.

وعن الرسالة التي يوجهها الى أهالي وقاطني المدينة وجوارها بهذا الخصوص يقول السعودي ” أطمئنكم بأن البلدية لن تترك النفايات في الشوارع مهما كان السبب وقد اثبتنا هذا الكلام بالفعل وانزلنا الفرق البلدية منذ اليوم الأول للأزمة ، وان شاء الله خلال يومين يرفع كل ما تراكم من نفايات في الشوارع وتعود الأمور الى طبيعتها”.

معمل معالجة النفايات

وفيما يتعلق بموضوع معمل معالجة النفايات في صيدا يؤكد السعودي ان”المعمل حالياً “ماشي”، وانه يعالج تقريباً 240 الى 250 طناً يومياً . ويقول ” علماً ان نسبة النفايات التي تجمع حديثاً من الشوارع وتنقل الى المعمل من نطاق اتحاد صيدا الزهراني تتراوح بين 140 -150 طناً والفرق الذي يحتاجه المعمل من حجم النفايات التي يعالجها يومياً يأخذه مما كان تراكم نتيجة توقف المعمل لفترة نتيجة حصول اعطال فيه وخاصة بالمولدين الكهربائيين اللذين يمدانه بالطاقة ويعملان بالغاز الناتج عن معالجة النفايات العضوية في المعمل ، حيث تمت إعادة اصلاح الأعطال و”الشغل ماشي حالياً” ، انما لا تزال هناك تراكمات قديمة ، مع العلم ان معالجة النفايات قديمة العهد المتراكمة لا تفيد المعمل لأنها لا تنتج غازاً ، فهم يحتاجون الى نفايات حديثة لأنهم يريدون الغاز لإنتاج الطاقة ويحتاجون الى وقت لإزالة ومعالجة كل النفايات التي تراكمت في حرم المعمل” .

ويؤكد السعودي ايضاً أن ” البلدية ستبقى تتابع أداء المعمل وتسهر على حسن انتظام العمل فيه ” معتبراً أن “من يقوم بالتشويش على دور وقدرة البلدية على إدارة الأمور والدفاع عن مصالح المدينة ، يريد ان يخرّب .. “. ويختم بالقول “نحن نريد من يساعد بالحل وليس من يكتفي بالإنتقاد والتنظير ، لأن من يعد العصي ليس كمن يتلقاها !”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock