منوعات

خطط معدَّلة بطلب أميركي: العدو يستعجل “الإنجاز” جنوباً

مع حلول اليوم الـ58 للحرب على قطاع غزة، انتقل العدوان الإسرائيلي إلى طور جديد، من خلال إطلاق العمليات البرّية في جنوب القطاع. وبذلك، يمكن القول إن المرحلة التي حُدّد فيها شمال غزة كمنطقة وحيدة للعمليات البرية قد انتهت، فيما يبدو أن المرحلة الحالية محكومة بعوامل عدة، سياسية في الغالب، ستحدّد أسلوب المعركة ومداها. وهذا ما أكّدته «القناة 12» الإسرائيلية، حين قالت إن “إسرائيل” عدّلت خططها القتالية في جنوب قطاع غزة، بناءً على طلب الإدارة الأميركية»، وهو الأمر الذي يشيعه الأميركيون أيضاً. لكن، في المقابل، أشارت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، أمس، إلى أن «عدداً كبيراً جداً من الفلسطينيين قُتلوا، ويتعيّن على إسرائيل أن تفعل المزيد لحماية المدنيين».وبحسب تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، نقلاً عن مصدر إسرائيلي، فإن العدو يعتزم «تنفيذ عملية مكثّفة في قطاع غزة في الأسابيع المقبلة، وبعد ذلك قد يتراجع القتال إلى مستوى أقلّ حدّة». ورغم الدعاية الإسرائيلية المتمحورة حول أن الحرب طويلة وستستمرّ شهوراً، يبدو من خلال التحرّك الميداني الإسرائيلي في جنوب القطاع، أن العدو يتعجّل تحقيق إنجازات ميدانية هناك، حتى لو كان ذلك على حساب انسحاب قوات كبيرة من الشمال، وتحوّل التشكيلات المتبقية هناك إلى قوات تدافع عن تموضعاتها التي تُهاجمها المقاومة، بعد أن كانت عمليّاتها هجومية. وهذا يؤكّد أن العدو يأخذ الحديث الأميركي عن «أسابيع» متاحة أمامه فقط، في الحسبان.

ورغم احتدام المعارك، وبلوغ الحرب مراحل متقدّمة وحاسمة، يتصاعد الخلاف القديم – الجديد، بين رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، ووزير حربه يوآف غالانت. وكان نتنياهو، قد أعلن مساء أول من أمس، أنه اقترح على غالانت، عقد مؤتمر صحافي مشترك، لكنّ الأخير «اختار ما اختار»، وظهر منفرداً في مؤتمر صحافي مستقلّ. وفي هذا السياق، قالت صحيفة «معاريف» العبرية إن السبب في تفاقم الخلافات بين الرجلين، وحتى بين نتنياهو وعضو «الكابينت» بني غانتس، هو أن «رئيس الوزراء فضّل عدم مشاركة عضوي كابينت الحرب (غالانت وغانتس) في الإنجاز الكبير الذي تحدّث عنه، وهو إعادة المختطفين (من غزة)». وبحسب الصحيفة، فإنه في «الأسابيع الماضية التي كانت صعبة ومليئة بالأسئلة المعقّدة، اعتمد نتنياهو على فريق الدعم الدائم الذي ظهر كل ليلة: وزير الدفاع غالانت والوزير غانتس. لكن هذه المرّة (مساء السبت) كان المحتوى مختلفاً، حيث لم يأتِ رئيس الوزراء فقط لتوصيل الرسائل والإجابة عن الأسئلة الصعبة، بل كانت لديه الأخبار الطيّبة، وهو أول إنجاز كبير منذ فشل 7 أكتوبر (إطلاق سراح 110 رهائن من غزة)».

وهذه المرّة، بحسب الصحيفة، «فضّل نتنياهو عدم مشاركة هذا الإنجاز الكبير مع أعضاء مجلس الوزراء الحربي. لذلك لم تتمّ دعوة الاثنين (غالانت وغانتس)». وزعم مكتب نتنياهو أنه قد «تمّت بالفعل دعوة غالانت وتمّ تسليم الدعوة إلى مكتبه»، وهو ما ينفيه الأخير. وهذا، بحسب التقرير، «يشير إلى الفجوة القائمة بين نتنياهو وغالانت، والتي نشأت قبل وقت طويل منذ 7 أكتوبر، وهي آخذة في التزايد». وأضافت الصحيفة: «اليوم لا يستطيع أحد التنبّؤ بالمستقبل، لا في ميدان المعركة، ولا في المجال السياسي. ومن المحتمل أن يحتفظ وزير الدفاع بمنصبه في اليوم التالي (بعد الحرب)، ومن المحتمل ألا ينجو أحد من قادة البلاد من كارثة 7 أكتوبر».

في هذا الوقت، وبعدما طالب أهالي الإسرائيليين الأسرى لدى المقاومة في غزة، والأسرى الذين أُفرج عنهم، بعقد اجتماع مع أعضاء «كابينت الحرب»، استجاب لهما الوزيران بني غانتس وغادي آيزنكوت من «معسكر الدولة» فقط، بينما لم يُجب نتنياهو وغالانت على الطلب. وفي موازاة ذلك، قال المتحدث باسم «مجلس الأمن القومي»، الأميركي جون كيربي، في تصريحات إلى شبكة «NBC» الأميركية، أمس، إنه «لا مفاوضات رسمية حالياً بين حركة حماس وإسرائيل، لأنّ الحركة لم تقدّم قائمة أخرى من النساء والأطفال الذين يمكن الإفراج عنهم من قطاع غزة». وأضاف كيربي أنه لا يعلم متى يمكن استئناف المفاوضات، وأن «واشنطن تبحث في إمكانية عودة الأطراف إلى التفاوض»، مشيراً إلى «اعتقاد واشنطن بوجود 8 رهائن أميركيين ما زالوا محتجزين لدى حماس». كما أعلن كيربي أن «إسرائيل تعتزم القضاء على قيادة حركة حماس»، فيما تعتبر الولايات المتحدة هذا النهج «تكتيكاً مفيداً».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock