أخبار لبنانية

الجماعة الإسلاميّة في محور “المقاومة

تخطو “الجماعة الإسلامية” في لبنان خطوات متسارعة نحو الانضمام إلى محور “الممانعة والمقاومة”، وهو محور بالتعريف يقوده “حزب الله”، بعدما اتفق الفريقان على عقد لقاء رفيع على مستوى القيادتين. وما أظهر فعليّاً هذا التوجّه هو إيلاء “الصراع مع إسرائيل” أولويّة تتقدّم على غيرها من انشغالات وهموم يومية عند اللبنانيين. وسيكون الأكثر تأثيراً في هذا المسير السياسي هو عودة العلاقات المباشرة بين تركيا وسوريا وعقد لقاء قمّة بين الرئيسين بشار الأسد ورجب طيب إردوغان، لأنّ هذين الأمرين سينعكسان على مواقف الجماعة من النظام السوري الذي يستمرّ انقطاع العلاقة بينه وبين الجماعة.

لقاء نصر الله وطقّوش.. والعاروري

كشفت إذاعة “صوت كلّ لبنان” قبل أيام قليلة أنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله سيلتقي في اليومين المقبلين الأمين العام الجديد للجماعة الإسلامية الشيخ محمد طقوش، بحضور نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، وذلك في إطار لقاء تعارفي يجمع الرجلين للمرّة الأولى منذ انتخاب الشيخ طقوش في منصبه الجديد ولتأكيد التطوّر المهمّ في علاقة الجماعة مع حزب الله ومحور المقاومة.

خلال الأسابيع القليلة صدرت عن الأمين العام الجديد للجماعة الشيخ محمد طقوش مواقف عديدة تؤكّد أنّ الجماعة الإسلامية ستركّز في المرحلة المقبلة على تبنّي خيار المقاومة في لبنان وفلسطين

وبانتظار حصول الموعد، تبرز علامات استفهام كثيرة عن تسريب هذا الخبر والخلفيّات التي تقف وراءه. ففي العادة لا يتمّ إعلان مواعيد ولقاءات السيد حسن نصر الله قبل حصولها، وذلك لأسباب أمنيّة. وكان الشيخ طقوش قد أعلن خلال لقاء إعلامي قبل حوالي شهر أنّ هناك ترتيبات يتمّ العمل عليها من خلال بعض الأصدقاء لعقد لقاء موسّع مع قيادة الحزب من دون أن يكشف عن التفاصيل، مع أنّه أشار إلى أنّ الأمين العام السابق للجماعة عزّام الأيوبي قد عقد قبل حوالي سنة لقاء مطوّلاً دام حوالي سبع ساعات مع السيد نصر الله، وأنّ العلاقة بين الحزب والجماعة لم تنقطع طوال السنوات الماضية.

قبل حوالي أسبوعين أعلنت الجماعة استقبال وفد قيادي من الحزب برئاسة رئيس المجلس السياسي السيّد إبراهيم أمين السيّد لتهنئة الأمين العام الجديد بمنصبه، واستقبل الشيخ طقوش النائب السابق وئام وهّاب على رأس وفد من حزب التوحيد العربي.

“الجماعة” تركيزها منصبّ على “تبنّي خيار المقاومة”

خلال الأسابيع القليلة صدرت عن الأمين العام الجديد للجماعة الشيخ محمد طقوش مواقف عديدة تؤكّد أنّ الجماعة الإسلامية ستركّز في المرحلة المقبلة على تبنّي خيار المقاومة في لبنان وفلسطين، وأنّه سيعطي موضوع المقاومة الأولوية في مسيرة الجماعة. وهذا ما جرى تنفيذه من خلال مشاركته الشخصية في احتفال ذكرى تأسيس حركة حماس في صيدا الأسبوع الماضي والكلمة “المميّزة” التي ألقاها عن المقاومة، إضافة إلى توجيهه كلمة خاصة لمناسبة ذكرى تأسيس وإطلاق “قوات الفجر” خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان في عام 1982. وكانت هذه القوات الجناح العسكري للجماعة الإسلامية، وكانت على علاقة تعاون وتنسيق مع المقاومة الإسلامية طوال سنوات كثيرة، لكنّ هذه العلاقة تراجعت في السنوات الماضية، ويبدو أنّها تعود الآن إلى مستوى أفضل على صعيد التنسيق والتعاون.

المعروف أنّ الجماعة الإسلامية تملك حضوراً قوياً في العديد من المناطق الجنوبية الحدودية، وخصوصاً في قرى العرقوب وبعض القرى المتاخمة للحدود

المعروف أنّ الجماعة الإسلامية تملك حضوراً قوياً في العديد من المناطق الجنوبية الحدودية، وخصوصاً في قرى العرقوب وبعض القرى المتاخمة للحدود (يارين والضهيرة والعباسية)، إضافة إلى دورها في صيدا ومناطق البقاع الغربي، وكانت لديها سابقاً معسكرات تدريب في شرق صيدا واحتضنت مقاتلي حزب الله والمقاومة الإسلامية عندما اضطرّوا إلى مغادرة بعض مناطق الجنوب خلال الصراع مع حركة أمل.

الجماعة تقترب من إيران ولا تفترق عن قطر وتركيا

على الرغم من أنّ الأمين العامّ الجديد للجماعة ومسؤوليها ينفون دوماً أنّها ستنضمّ إلى المحور الإيراني وتترك المحور التركي – القطري، من الواضح أنّ اقتراب الجماعة من محور المقاومة يزداد من دون أن يعني ذلك التخلّي عن العلاقات القوية مع تركيا وقطر واستمرار التواصل مع السعودية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock