أخبار عربية ودولية

دور صيني في غزة.. تحرك عربي وإسلامي نحو الشرق

بدأت نتائج ثمار القمة العربية الإسلامية المشتركة التي انعقدت في الرياض تبرز بدور محوري ومساعي دولية لوقف الحرب في قطاع غزة، والضغط لإطلاق عملية سياسية جادة لتحقيق السلام الدائم والشامل وفق المرجعيات الدولية المعتمدة. ففي خلال القمة، تقرر تكليف وزير خارجية السعودية ونظرائه في عدد من الدول العربية والاسلامية، بالتحرك الفوري باسم جميع الدول الأعضاء في الجامعة الدول العربية والمنظمة التعاون الاسلامي، لبلورة تحرك دولي لوقف الحرب على قطاع غزة، والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة وادخال مزيد من المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة.

اختيار الصين نقطة البداية يحمل معاني كثيرة، ويعبر عن ثقة الدول العربية والاسلامية بالصين وقدرتها على أداء دور الوساطة في هذا المجال وخصوصأ أن الموقف الصيني تجاه القضية الفلسطينية كان ثابتأ وداعمأ لها، وكانت الصين قدمت مبادرات من أجل القضية الفلسطينية قبل عملية طوفان الأقصى، لكنها لم تحظ بقبول إسرائيلي ولا بتشجيع أميركي.

اجراءات للضغط والمحاسبة من الصين

الوفد المشترك للجنة الوزارية العربية والاسلامية بحث مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي إمكانية بلورة جهد دولي لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وبشأن الدفع نحو خفض التصعيد في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الراهن، حماية المدنيين، وحل القضية الفلسطينية بشكل عادل، اتخاذ إجراءات رادعة لوقف جرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومحاسبتها على جرائمها في قطاع غزة والقدس والضفة الغربية إلى ذلك، ضم الوفد الى جانب وزير الخارجية السعودي، وزراء الخارجية الأردني والفلسطيني والمصري وإندونيسيا، بالإضافة إلى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي.

الموقف الصيني

الموقف الصيني خلص الى أن “الوضع في غزة يؤثر على كل البلدان في كل أنحاء العالم، وأشار وزير الخارجية الصينية وانغ يي أمس، أمام الوفد الدول العربية والاسلامية في كلمته الافتتاحية في بكين الى أن “ثمة كارثة إنسانية تتكشف في غزة”، وقال: “يجب على المجتمع الدولي التحرك بشكل عاجل واتخاذ إجراءات فعالة لمنع اتساع هذه المأساة”.
كما في ختام الاجتماع مع الوفد أكد أن بلاده تؤيد بالكامل الدعوة إلى حل الدولتين الصادرة عن القمة الإسلامية العربية التي عقدت الأسبوع الماضي في الرياض لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. كما أضاف أنه يتعين على المجتمع الدولي التحرك الآن واتخاذ إجراءات فعالة لإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة.

الدبلوماسية السعودية تتحرك بوتيرة عالية

الباحث الاستراتيجي المصري اللواء المتقاعد الدكتور محمد الحمامي يقول لـ “جسور”، حمّلت اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الاسلامية المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة لوقف العدوان على قطاع غزة، وتعمل المملكة العربية السعودية بتوظيف جهودها الدبلوماسية لوقف الاعتداءات والابادة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة ونتحية مسار التعاون بين المملكة العربية السعودية والصين، والشراكة الاستراتيجية الذي انعقدت من خلال ثلاث قمم في سابقة في الرياض منها ” قمة السعودية الصينية “،وما فعلته السعودية ببدء التحرك العربي والاسلامي والبداية من الصين فهو على المستوى الدولي وعلى كل الأصعدة سيحصد نتائج إيجابية لردع قوات الاحتلال الاسرائيلية لوقف العدوان على قطاع غزة والضفة والقدس، والضغط على الدول الغربية الداعمة لجرائم الكيان الاسرائيلي، وعدم السماح بتنفيذ المخطط الاسرائيلي بتهجير سكان غزة الى سيناء المصرية وسكان الضفة الى النقب، بالإضافة الى الضغط على إسرائيل لتنفيذ القرارات الدولية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967.
وأضاف الحمامي: على الرغم من أن لإيران ثقلًا سياسيا وعسكريا في المنطقة وهذا الثقل قادر على تغيير كفة الصراع لمصلحة الفلسطينين في غزة لو استطاعت استثماره، فإن ذلك لم يحدث وبات واضحاً أن إيران تتعاطى مع العدوان على قطاع غزة لمصلحة أجندتها ولا تريد التصعيد مع الولايات المتحدة الاميركية، وقد ثبت بالفعل أن السلاح الايراني هو لقتل العرب في سوريا والعراق واليمن وتخويف اللبنانيين وللضغط بعدم انتخاب رئيس لبناني سيادي.

فلسطين قضية أمة

في هذا السياق، يقول مدير المركز اللبناني للبحوث والاستشارات الاستاذ حسان قطب لـ “جسور”، من المهم جداً النظر الى ايجابيات ونتائج القمة العربية الاسلامية التي عقدت في المملكة السعودية، حيث عادت القضية الفلسطينية الى الحضن العربي الاسلامي، ولم تعد قضية شعب وارض، بل أصبحت قضية أمة، تبحث في حل المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، من ثمانية عقود، من خلال تطبيق حل الدولتين، وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس.. كما ان هذه القمة اكدت أن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف يجب أن لا تمس، وأن التعديات الاسرائيلية، على الأماكن المقدسة،إنما تسيء الى أمة بكاملها وليس الى شعب يعاني من الاحتلال والتشرد والقتل والابادة..

استثمار العلاقة السعودية الصينية لوقف العدوان

واضاف قطب: لذا كان تحرك اللجنة الوزارية العربية الاسلامية برئاسة المملكة العربية السعودية، لوقف العدوان على غزة، من خلال القيام بجولة على الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن.. وشرح مخاطر هذا العدوان، والاضاءة على وحشية واجرام الجيش الاسرائيلي، الذي يستهدف الشعب الفلسطيني في قطاع غزة كما في الضفة الغربية.. كما يقوم بتدمير البنى التحتية من مدارس ومستشفيات ومؤسسات الخدمات العامة من كهرباء وماء.. والتاكيد على ضرورة التوصل الى حل سياسي يوقف هذا العدوان والاجرام المتمادي..
وأشار قطب الى أن إطلاق بداية التحرك من الصين، يعود الى أن الصين لعبت دوراً ايجابياً وبناءً في المرحلة الماضية بتقريب وجهات النظر وتخفيف الاحتقان بين المملكة العربية السعودية ودولة إيران.. مما اعطى الدبلوماسية الصينية، مساحة من التواصل مع مختلف القوى المتصارعة في منطقة الشرق الاوسط.. كما أن للصين علاقات جيدة مع القوى الفلسطينية كما مع إسرائيل ولها ايضاً صلات وثيقة مع إيران، مما يعني ان بإمكانها تطوير تواصلها والضغط باتجاه وقف العدوان والحرب الدموية، والجلوس الى طاولة المفاوضات لبحث مستقبل الصراع العربي- الإسرائيلي وتنفيذ المقررات الدولية التي تتجاهلها اسرائيل..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock