منوعات

*العميل الصيداوي واعترافات لأول مرة*

كشف تقرير للقناة 12 الإسرائيلية أنَّ “الاحتلال الإسرائيلي وخلال حربه على لبنان قبل 40 عاماً، جنّد ضابطاً ضمن معاقل حزب الله في لبنان يدعى وليد نقوزي من مدينة صيدا”، مشيراً إلى أنّ “الأخير كان يتنقل بين الأراضي الفلسطينية المحتلة وبين لبنان عبر بوابة فاطمة الحدودية، منتحلاً شخصية داني”.
ووفق المصدر نفسه، فإنَّ ضباطاً من استخبارات الاحتلال ويتبعون لوحدة 504 السرية، دخلوا إلى الأراضي اللبنانية وأوقعوا بنقوزي، وابتزّوه حتى بدأ بالتجسس لصالح الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.وقال الجاسوس اللبناني في حديثه للقناة الإسرائيلية إنه أدار حياة مزدوجة، وكان يأمل بأن يحتفظ بالهويتين الأصلية والمنتحلة، مضيفاً أن سيارة مرسيدس مصفّحة كانت تعيده للبنان، وهو مغطى بغطاء كي لا يراه اللبنانيون على الحدود.وأضاف للقناة، بلغة عبرية متقنة، أنه وُلد في صيدا قبل 66 سنة، وأن الأجواء قبيل حرب لبنان الأولى سنة 1982، دفعته للتورط بالتجسس، قائلاً: “كان لبنان ممزقاً بين عدة طوائف وكتائب مسلحة متصارعة، علاوة على عدة جيوش، الجيش اللبناني، الجيش السوري، وحزب الله، والقوات فلسطينية”. وبحسب تقرير القناة 12، فإن الجاسوس اللبناني، وليد، كان يعملُ ضابطا في الجيش اللبناني ضمن جهاز المخابرات، وبالتزامن مع ذلك أنشأ عدداً من الشركات الخاصة، واحدة منها تخصّصت بتركيب مراكز اتصالات في مختلف القرى اللبنانية في الجنوب.وبحسب التقرير، فقد خرج وليد في مطلع تسعينيات القرن الماضي في جولة ميدانية مع صديق، إلى بلدة جزين في جنوب لبنان، بالقول: “وصلنا جزين، وكان الشاب الذي دعانا غير موجود، واستقبلنا شخص آخر”.وعندما سألته: أين مسعود؟ قال: مسعود مشغول اليوم. وفجأة أدخلنا مرآب، وأوقف مركبته، وعندما نزلت شاهدت 3 ضباط يتحدثون العربية بلهجة لبنانية أفضل مني. وقالوا: أهلا أبو داني. كيف حالك! نحن نحبك، وسمعنا عنك. وعندما سألتُ الشخص المرافق مَن هؤلاء؟ قال: هؤلاء ضباط في الجيش الإسرائيلي”.وأضاف: “اصطحبني داخل سيارة مرسيدس، وتبعتْنا سيارة مرسيدس أخرى، وفجأة قرأتُ لافتة تشير للمطلة، فقلت لهم: إنْ عَرفوا في لبنان أنني دخلت إسرائيل سيقومون بذبحي. عرضَ عليَّ الضباط الإسرائيليون خريطة وسألوا: أين يقع بيتك فيها؟ ثم أشاروا لمكاتب حزب الله في الخريطة، وقد كانوا يرغبون باختباري، والتعرّف على عدة مواقع في لبنان”.يزعم التقرير أنه حين وصلوا به إلى قلعة النمرود في الجولان، عرضوا عليه 1000 دولار هدية، وعندما رفض، ألحوا عليها، وحين أمسك بها، قام أحدهم بتصويره.وفي هذه اللحظة، أدرك نقوزي أنه تورط وأوقعوا به، ثم تحوّل لجاسوس للوحدة الاستخباراتية 504، زاعما أنه نجح بتجنيد شخصين للتخابر مع الاحتلال الإسرائيلي، أحدهما ينتمي لحركة “فتح”. وتشير القناة الإسرائيلية إلى أنَّ المعني بالأمر كان يعيش داخل معاقل حزب الله، وعندما يسود التوتر في الشمال كان وليد يرسل من قبل مشغليه إلى القرى الشيعية في جنوب لبنان، بحجة أنه قادم لتشغيل مراكز الاتصالات، زاعمين أن الجاسوس اللبناني كان يستمد مصداقيته خلال هذه الزيارات للقرى الشيعية لجمع المعلومات الحساسة من كونه ضابطا معروفا في الجيش اللبناني.وفي السياق نفسه، يدّعي الجاسوس اللبناني أنه كان على اطلاع على ملف الملاح الإسرائيلي رون أراد، الذي أسقطت المقاومة طائرته فوق الأراضي اللبنانية، زاعماً أن “اثنين من مقربيه في لبنان امتلكا معلومات دقيقة عن أراد”، وأضاف: “لقد رغبا بالوصول إلى إسرائيل مع هذه المعلومات الثمينة حول موقع إقامته في الأسر، في أي قرية، في أي بيت، في أي غرفة، ولم يرغبا بالوصول إلى إسرائيل مع المعلومات مقابل مال، إنما من أجل استعادة الكرامة لي، وكان شرطهما الوحيد عدم توقيع جوازيْ السفر الخاصين بهما بختم إسرائيلي. ولكن عندما وصلا لمطار اللد الدولي، وقعّوا لهما الجوازين بختم إسرائيل، وعندها استبدّ بهما الغضب، وأقسما ألا يقدّما أي كلمة عن رون أراد”.وتوضح القناة الإسرائيلية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الذي يشكك بصدقية رواية الجاسوس اللبناني، حول رون أراد، تقول إنه بعدما أنهى “وليد” دورة تدريبية في كيان الاحتلال الإسرائيلي سنة 1996، عاد إلى لبنان عن طريق قبرص، وفيما كان هناك، داخل المطار القبرصي، قيل له لا توجد طائرة، وعندما ألح وقال إن بحوزته تذكرة سفر هاتَفَه مشغّله، وطلب منه العودة فورا. وفعلاً عاد، وهنا فوجئ بأن عليه أن ينسى لبنان، وأن عليه البقاء هناك.وأضاف، أن الاستخبارات اللبنانية، بعد أيام من ذلك، اعتقلت أسرته في لبنان، بعدما كُشِف أمره، وأن الاستخبارات العسكرية كانت تخشى أن يعتقل في لبنان، ويكشف عن معلومات مهمة عن كيفية عمل استخبارات كيان الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن الاحتلال “عصروه كما تعصر الليمونة، وألقوا به في سلة القمامة”. (عربي21)✔

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock