صيدا والجنوب

الميلاد في صيدا: مساحة حياة وفرح وإبداع في زمن الأزمات

شكّل افتتاح معرض الميلاد للأشغال اليدوية والحرفية في قاعة المعارض في مسرح وسينما اشبيليا – صيدا بمشاركة جمعيات وأفراد متخصصين، مساحة للإبداع في زمن الازمات المتتالية من الضائقة الاجتماعية الى تداعيات “كورونا” التي فرضت نمطاً حياتياً جديداً، لجهة التباعد الاجتماعي والتقليل من إقامة النشاطات الثقافية والمعارض الفنية.

وجمع المعرض بتوقيته وفكرته بين هدفين: خلق مساحة أمل وحياة في غمرة الأوضاع والظروف الصعبة، فيتزوّد فيها الناس جرعة فرح وأمل، فضلاً عن تشجيع عقول ومواهب لبنانية مبدعة في عالم الأشغال اليدوية والحرفية. كذلك سيتضمّن سوق الميلاد جناحاً خاصاً للمأكولات والحلوى وأنشطة ترفيهية للأطفال.

وحين تتجوّل في معرض الميلاد هذا، وعلى الرغم من القيود التي فرضتها جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية على حركة الأعياد، إلا أنك تلتمس لدى المنظمين والعارضين كما الزوار توقاً للعودة الى النشاط ولو تدريجياً أو ضمن شروط واجراءات الوقاية من الجائحة. يعمد الناس الى التقاط أنفاس الحياة ولو من خلف كمامات… بقدر ما تكتشف خلال تنقلك بين جناح وآخر أفكاراً خلاّقة طوّعتها أيدي مهرة وحوّلتها الى قطع فنية وحرفية معاصرة ومواكبة للموضة أو ملبية لإحتياجات مختلفة. ويبقى القاسم المشترك بين معظم أجنحة المعرض هي المشغولات اليدوية “الأرتيزانا”، حيث يعبّر من خلالها العارضون والحرفيون المشاركون عن شغف بهذه الحرفة أو تلك، بين تطريز وخياطة وزخرفة على القماش. ومن بينها أشكال وأحجام ملوّنة ومزركشة من الكمامات، الى جانب أعمال رسم على الأكواب والصحون وحفر على الزجاج الملون والخشب، وتشكيل للشموع ومسبحات وأكسسوارات ملوّنة ومقتنيات للزينة أو مكمّلات للأثاث، استخدمت في بعضها مواد أعيد تدويرها وغيرها من مجالات واشكال الفنون الحرفية المعاصرة والتصاميم الفنية المنوعة، فضلاً عن زينة وأجراس وكرات الميلاد التي يطغى عليها اللون الأحمر.

في محترفها الصغير، تعرض روان حجازي فكرتها التي تقدم من خلالها حلاً عملياً واقتصادياً في ظل إرتفاع أسعار الملابس والأزياء النسائية. وتشير في حديث لـ”نداء الوطن” الى أنّ “بعض قطع من ثياب قديمة أو منسيّة في خزانة الملابس وقد أعادت قصها وخياطتها بـ” ديزاين” جديد مواكب للموضة، وبتكلفة بسيطة جداً مقارنة مع ثمن قطعة ثياب جديدة في يومنا هذا”.

ويتم تقديم حلوى الأعياد للزوار خلال المعرض، وقد حضّرتها ربّات بيوت وسيدات تميّزن في صنع أصناف منوعة منها، أو قمن بصنعها وإعدادها مباشرة أمام الزائرين ليتذوقوها ساخنة أو جاهزة ووسط أجنحة وحركة سوق الميلاد. وتبقى للأطفال فسحة فرح وترفيه يعيشون من خلالها أجواء الأعياد التي تلمع في عيونهم بريق أمل ورجاء، بأن يحمل ميلاد هذا العام الخير والسلام والطمأنينة بعد سنة مثقلة بالأزمات.

محمد دهشة –  نداء الوطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock