صيدا والجنوب

قوات الفجر في ذكرى الشهداء جمال الحبال ومحمود زهرة ومحمد علي الشريف

مازال السابع والعشرين من كانون الأول من كل عام يمثل محطة تاريخية تحمل في ثناياها المشرقة صفحات عز وشرف وكرامة وفخر سطرها جمع مبارك من أبطال قوات الفجر في مدينة صيدا في مواجهة قوات الغزو الصهيوني الغاشم .وقد توجت هذه المواجهة المباركة التي وقعت في محلة القياعة، وقادها الشهيد جمال الحبال وأخواه محمود زهرة ومحمد علي الشريف، سلسلة عمليات ناجحة إمتدت ﻷشهر ثلاث في خريف عام 1983، وكبدت القوات الصهيونية خسائر فادحة. لقد ساهمت هذه المواجهة البطولية الخالدة الى جانب عمليات المقاومة اﻹسلامية والوطنية في أرجاء الجنوب والبقاع الغربي في اتخاذ الحكومة الصهيونية قرار اﻹنسحاب من أجزاء كبرى من اﻷرض اللبنانية بعد بضعة أسابيع فقط من وقوعها.

كما مثلت هذه المواجهة المميزة ذروة شاهقة من ذرى العمل المقاوم في تلك اﻵونة، بفعل إنتقالها الى حيز سياسي وشعبي مواكب تجسد من خلال تبني فعاليات المدينة الملتئمة في منزل سماحة المفتي المقاوم الشيخ محمد سليم جلال الدين للشهداء ، والدعوة التي أطلقت للاعتصام في مسجد الزعتري رفضا للاحتلال وإجلالا ﻷرواح الشهداء الحبال و زهرة و الشريف الذين سموا في تلك المواجهة وارتفعوا بدمائهم الطاهرة الزكية.

لقد قدمت عاصمة الجنوب في هذا السياق خيرة أبنائها أسرى أو جرحى أوشهداء أو ملاحقين، لتتشكل إثر ذلك مقاومة ساطعة كانت جديرة بإنجاز التحرير وطرد المحتل والانعتاق من ذل الرضوخ لإرادة اﻹحتلال الصهيوني . ويبرز في هذا الخضم إسم لامع لفضيلة الشيخ الراحل محرم العارفي الذي بات رمزا مقاوما من خلال منبره الجهادي الداعي إلى مجابهة المحتل بكل ما أوتي رجال الوطن من قوة وبأس وشكيمة. وقد واكب كل ذلك مواقف شجاعة للعديد من الشخصيات القيادية والوطنية في عاصمة الجنوب، ما أعطى العمل الميداني المقاوم بعدا شاملا عبّر عن توق تحرري لبناني رائد.

إننا في هذه الذكرى العزيزة نرى أن الوفاء لدماء شهدائنا اﻷبرار لا يكون إلا من خلال الالتزام بالنهج الجهادي المقاوم واﻹنحياز التام والكامل الى جانب قوى المقاومة في لبنان وفلسطين، والابتعاد عن كل أشكال “الحيادية” العجيبة في حلبة الصراع القائم بين الكيان الصهيوني وأسياده الدوليين وعملائه المحليين الذين يعيثون في اﻷرض فسادا وإفسادا . وفي مقدمة هذا الفساد السعي الدؤوب للتآمر ضد المقاومة في لبنان وفلسطين. كل ذلك يدفعنا الى تكرار القول بأن التعاطف “اﻹفتراضي” مع مقاومي فلسطين لا يستقيم أبدا في ظل التعاطف واﻹنسجام مع المعادين للمقاومة في لبنان. وأن الحيادية على الساحة اللبنانية في الصراع بين المقاومة وخصومها المشبوهين، حيادية وهمية لا تنسجم مع أي انتماء أو علاقة مع الشهداء اﻷبرار الذين نحتفل بذكراهم في هذه اﻷيام.

إن من أغرب اﻷمور في ساحتنا اﻹسلامية اللبنانية هي محاولة التعايش مع طروحات معادية للمقاومة وﻹستمرارها على الساحة اللبنانية ما يؤدي الى تقديم خدمات مجانية للدوائر اﻷميريكية المعادية التي تسعى الى تخريب الساحة اللبنانية لمصلحة العدو اليهودي الغادر.

تحية للشهداء في ذكراهم.

تحية للمقاومين والمجاهدين في لبنان وفلسطين.

( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين ) صدق الله العظيم

@ المصدر/ المقاومة اﻹسلامية – قوات الفجر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock