أخبار عربية ودولية

بطل الاستيكرات الأشهر كوكسال بابا… طفل فقير يتيم ويبكي بشدة من ألم قدميه

شخص غاضب، يضيق بالزحام والكاميرات، يحطم الأشياء من حوله ويهين من يقترب منه، يمكن أيضاً حمله كالأطفال، تجده يشيح بوجهه، ويشير بيديه إلى أن “كفى”، أكثر ما يحب في الحياة هو مشاهدة التلفزيون وتناول الطعام والعيش بسلام، لكن هذا ليس متاحاً لبطل الاستيكرات الأشهر كوكسال بابا، والذي حظي بترحيب كبير وهجوم أكبر عقب زيارته الأخيرة لمصر، وفي الوقت الذي تزاحمت فيه وسائل الإعلام، ليطاردوه عبر العدسات والميكروفونات، انهالت عليه الانتقادات والتعليقات الغاضبة التي رفع أصحابها شعار “ما المضحك في الأمر؟”.

قصة بدأت بـ “حذاء”.. من هو كوكسال بابا؟

قبل 10 سنوات تقريباً كان كل شيء مظلماً في وجه كوكسال، الشاب الذي يعاني مرضاً نادراً، يبقيه طفلاً بعد أن تخطى عمره الـ46، توفي الوالدان وصار كوكسال الصغير وحيداً، تؤلمه قدماه ولا يقدر على الشكوى، فليس ثمة من يفهمه، يدفعه الألم للصراخ والغضب والتلويح في وجه الجميع.

“مر أمام المحل الخاص بي وكان غاضباً للغاية كأنما قتل لتوه 10 أشخاص، سألته إلى أين فتصرف بطريقته الشهيرة المعروفة عنه مع تعبيرات وجهه وحركات يديه، سألته ماذا حدث؟ ادخل” هكذا اصطحبه أحد مالكي المحلات في محيط سكنه إلى داخل المحل في محاولة لمعرفة سبب غضبه، لكن كوكسال لم يعطِ صاحب المحل المتعاطف أية إجابات، عرض عليه شاياً أو قهوة أو أي مشروب لكنه كان غاضباً جداً وأشار إلى قدميه فسأله صاحب المحل هل ترغب في حذاء، فأجاب أن نعم ومن هنا بدأت القصة، فرح كوكسال كثيرا بالحذاء وبدا سعيداً للغاية حتى إنه بدأ يتحدث قليلاً، فأخبر صاحب المحل “من الآن سيدعوني الناس جميعاً بـ بابا” ومن هنا تحول من بكتاش أوغلو إلى كوكسال بابا، صار رمزا في مدينته طرابزون التي تقع على الساحل الشمالي لتركيا.

في العام 2016 انطلق مقطع الفيديو الذي كان سبباً في شهرة كوكسال، حيث كان يجلس بصحبة شابة تدعى عائشة في محل مخبوزات، فإذا بجار له يدخل إلى هناك ويخبره “هذه فتاة جميلة سوف أتزوجها” ليجن جنون كوكسال الذي أمسك بأقرب مقشة و يطيح في وجه الرجل ويسجل الحضور المشاجرة التي حصدت لاحقاً ملايين المشاهدات وصارت سبباً في شهرة كوكسال حول العالم، خاصة عقب رحيل عائشة عن المحل، ليظل الرجل المتسبب في الأمر رمز غضب كوكسال، كلما رآه راح يضربه من جديد كأن الأمر حدث لتوه.

مع الوقت صار الاستفزاز ممنهجاً، أهل المنطقة يعرفون جيداً ما الذي يغضب كوكسال، كما أن غضبه يضحكهم ويدر المشاهدات، واحد ممن اعتادوا إغضابه كان يدعوه ويدعو الرجل الذي يغضبه، يضع الكاميرا قبلها ويبدأ في التقاط المشاهد التي تبدو “مضحكة” من وجهة نظره، والتي تحصد ملايين المشاهدات لاحقا.. الناس تحب ذلك!

صار كوكسال ملك الاستيكرات محاطاً بعدد من مديري الأعمال، والمهتمين الذين يحرصون على إغضابه فيما صار هو كأي طفل طبيعي، يكرر الأمر الذي يستدعي اهتمام وتقدير المحيطين، إن كان العنف يضحككم إذا “سأضرب الجميع”.

كم تقاضى كوكسال في زيارته لمصر؟

ثمانية حراس ضخام البنية، منذ لحظة وصوله إلى المطار، مع سيارة فارهة وعشرات من الكاميرات والمعجبين، والتزاحم غير المفهوم المثير للأعصاب.

انتهت الزيارة، وتمت التجربة كاملة، واكتشفت مع وجوده وجود مجموعات عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوكمثل: “عشاق كوكسال بابا” ، “محبي كوكسال بابا”، “رابطة محبي كوكسال بابا”، لكنني لم أتوقف في هذا كله إلا عند ذلك المشهد الذي جمعه مع طفلين مصريين، شعرت فيهما أن كوكسال على طبيعته للمرة الأولى، وأنني رأيته أخيراً دون غضب أو ضيق أو سخرية، ذلك الحضن البريء الذي منحه لطفلين مصريين داخل الفندق، ومداعبته اللطيفة معهما كشفت الجانب الأبرز في شخصية كوكسال.. ذلك الطفل الذي يحب اللعب وركوب لعبة السيارة، ومداعبة أصدقاءه من الأطفال، يحتفظ بصورة “بابا وماما” فوق سريره وكذلك لعبتاه المفضلتان.
عربي بوست

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock