معلومات طبيّة

اسفنجة المطبخ والبكتيريا.. اليكم بعض المعلومات

اكتشف باحثون أميركيون السبب في كون إسفنجة المطبخ الشائعة الاستخدام حاضنة جيدة للبكتيريا حيث توصلت دراسة جديدة قاموا بها إلى أن بقايا الطعام ليست فقط ما يجعل الإسفنج أرضية خصبة لتكاثر البكتيريا بل إن هيكل الإسفنج ذاته يلعب أيضا دورا في ذلك.

ففي سلسلة من التجارب فحص الباحثون من جامعة ديوك بولاية نورث كارولينا كيف يؤثر تعقيد وحجم البيئة الهيكلية حول مستعمرات الميكروبات على ديناميكياتها، ووجدوا أنه سواء تعلق الأمر بالبكتيريا التي تزدهر في مجتمعات متنوعة أو التي تنمو منفردة فإن إسفنجة المطبخ البسيطة كانت بيئة مثالية للتكاثر حتى أفضل من أي وسيلة أخرى قد توفرها المختبرات، بحسب تقرير نشرته مجلة “نيوزويك” (Newsweek) الأميركية.

تخزين البكتيريا

وقال لينغتشونغ يو، أستاذ الهندسة الطبية الحيوية في جامعة ديوك، في بيان إن “البكتيريا مثل الأشخاص الذين يعيشون خلال الوباء. يجد البعض صعوبة في العزلة بينما يزدهر الآخرون.. لقد أثبتنا أنه في مجتمع معقد يضم تفاعلات إيجابية وسلبية بين الأصناف، هناك قدر متوسط من التكامل يعظم قدر التعايش العام”.

ويمكن لنتائج البحث الجديد أن تساعد الصناعات التي تستخدم البكتيريا في مهام مثل التنظيف لتحديد البيئات الهيكلية التي يجب استخدامها.

ففي الطبيعة تختلف الطريقة التي تختلط بها مجتمعات الميكروبات بحسب الوسيلة، ففي الأرض مثلا توفر الزوايا والشقوق لمختلف المجموعات فرصة للنمو مع تفاعل محدود فقط مع الأصناف المجاورة، وهو نفس الهيكل الذي توفره أيضا الأوراق.

في المقابل، عندما نستخدم البكتيريا لإنتاج بعض المواد مثل الكحول أو الأدوية فإننا نميل إلى رمي الأنواع المختلفة معًا على طبق في شكل خليط لزج وغير منظم أو في طبق عميق أو حتى في وعاء ضخم.

وتوضح التجارب التي أجراها لينغتشونغ وفريقه -والتي وردت تفاصيلها في ورقة بحثية نشرت بمجلة “ناتشر كيميكال بيولوجي” (Nature Chemical Biology) أن بعض هذه الصناعات يمكن أن تزدهر من خلال اتباع نهج أكثر تنظيما لتخزين البكتيريا.

ولتتبع نمو مجموعة من البكتيريا قام باحثو جامعة ديوك بهندسة وراثية لـ80 سلالة من بكتيريا “الإشريكية القولونية” (E. Coli) وتم دمج بعض المجموعات في أوساط حيوية تضم 6 أوعية كبيرة مما سمح لهم بالاختلاط بحرية، فيما وُضِع البعض الآخر في أكثر من 1500 وعاء صغير لتحاكي الظروف التي تكون فيها المجموعات منفصلة.

ووجد فريق البحث أنه بغض النظر عن حجم الأوعية فإن النتيجة النهائية كانت هي نفسها: في كل وعاء نجا فقط نوعان من البكتيريا. هذا لأنه في الأوعية الأصغر تطورت حفنة من السلالات إلى مجموعة واحدة حيث ازدهرت اثنتان فقط، بينما في الأوعية الأكبر تم تقليص مجموعة واسعة من الأنواع إلى اثنتين.

المطبخ بيئة جيدة للبكتيريا

لا تشير نتائج هذه الدراسة فقط إلى طرق تطوير الهياكل لتشجيع نمو البكتيريا بل أيضا إلى سبب كون إسفنجة المطبخ بيئة جيدة للبكتيريا كونها تحاكي بالضبط درجات الفصل المختلفة الموجودة في التربة.

ويختم لينغتشونغ بأنه “كما اتضح فإن الإسفنجة طريقة بسيطة جدا لتنفيذ تقسيم متعدد المستويات لتعزيز المجتمع الميكروبي بشكل عام. وربما هذا هو السبب في كونها شيئا قذرا حقًا، فهيكل الإسفنجة يجعلها مكانا مثاليا للميكروبات”.

(الجزيرة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock