أخبار لبنانية

الخطيب دعا الى أوسع مشاركة في الانتخابات واعلان حالة طوارىء تخفف من حدة الازمة المعيشية : للشروع بالاصلاحات واستكمال تطبيق الطائف

أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة في مقر المجلس، والقى خطبة الجمعة، استهلها بالحديث عن “هذا اليوم المبارك الخامس عشر من شعبان المعظم ومناسبة ولادة منقذ البشرية والامل الموعود الامام الحجة ابن الحسن صاحب العصر والزمان، اتوجه اليكم والى جميع المؤمنين بالتهنئة والتبريك سائلاً المولى عز وجل ان يوفقنا جميعا ان نكون من اعوانه وانصاره ومن المستشهدين بين يديه، وان يعجل في فرجه الشريف ليملأ الارض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا”.

أضاف:” ان المطلوب منا ونحن في حالة الانتظار لحلول ذلك اليوم الموعود الذي لا ريب فيه الاستعداد والتهيئة وتحقيق الشروط المطلوبة حتى يتحقق لنا هذا الرجاء بالتوفيق للقيام بهذا الدور وهو:
اولا: الايمان بان هذا الامر حقيقة ايمانية ثابتة كما هو الحق لتضافر الادلة القاطعة على ان الحجة الالهية على الخلق لا تنقطع وان لكل زمان امامه الذي يجب الاعتقاد به ومعرفته من اهله والا فلا ايمان لمن افتقد هذا الشرط، كما هو النص الواضح والصريح والمتفق عليه بين المسلمين والوارد بألسنة متعددة عن رسول الله : ” من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتةً جاهلية “، فلا ايمان لمن افتقد معرفة امام الزمان الامام المهدي وان اختلف المسلمون في تشخيصه ولكنهم اتفقوا على انه من ولد البتول فاطمة الزهراء .

ثانيا:الانتظار، وكما ان لقبه المعروف هو المهدي فقد قرن هذا اللقب بالمنتظر فهو المهدي المنتظر الذي يعني ان المؤمن دائما هو في حالة الترقب لوقوع ذلك الحدث الهائل بمفاعيله ونتائجه والتحولات الكبرى التي تسبقه او تصاحبه سواء منها الكونية او الاجتماعية والسياسية الممهدة لهذا التحول الذي ينجزه هذا القائد الالهي العظيم حيث تحقيق العدل الالهي الشامل والكامل والنهائي وعلى مستوى البسيطة وامتداداتها الديموغرافية والزمنية المتصلة بآخر ايام الدنيا والحياة القائمة عليها وانتهاء المأساة الانسانية التي رافقتها منذ بداية الحياة لهذا المخلوق الى ذلك اليوم الامل، والذي كان حلم الانبياء والاولياء، بل ما شقت الانسانية بحثا لتحقيقه والتضحيات الكبرى التي قدمها معلمو الانسانية الكبار الذين انتجبهم الله تعالى لهذه المهمة العظمى، فصبروا على ما اقتضته من تحمل وصبر وجهد وتقديم للتضحيات حتى الشهادة يقول تعالى في كتابه العزيز: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [آل عمران:33-34.
ثالثا : لزوم التقوى من القيام بما اوجبه الله تعالى عليه والتزام حدوده والاستقامة في طريق الحق وكل ما يقرب الانسان من ربه والابتعاد عن ارتكاب المعاصي وما يغضب الرب سبحانه وتعالى.
رابعا : ترسيخ التعلق الاكيد بتحقيق العدالة ومواجهة الظلم نفسيا اولا وعمليا ثانيا، بان يعطي الحقوق لاهلها وانصاف الناس من نفسه والشهادة للحق، مهما كلفه ذلك وعدم الخضوع للهوى والانحياز للباطل والاستعداد للتضحية وامتلاك شجاعة التضحية من اجل ذلك، وإن من لا يحمل في نفسه هذه المواصفات وليس عنده هذا الاستعداد النفسي ولم يزك نفسه ولا يمتلك شجاعة الاعتراف للحق والتضحية لاجله، ومن تعلق قلبه بالدنيا وسيّرته الشهوات والغرائز وليست لديه القدرة على كبح جماح نفسه عن ارتكاب المعاصي ولم يحقق العدالة في نفسه ولم يجعل العدل نصب عينيه هدفاً له في الحياة لا يمكنه ان يكون من المنتظرين للمهدي (عج)، ولا يمكنه ان ينتصر له، بل سيكون حتما في الصف المقابل عند المواجهة”.
وتابع:”هذه بعض من الشروط التي يجب ان تتحقق في من يوالي المهدي المنتظر ، ولذلك كانت ثقافة الانتظار ضرورية وعملية تربوية حثت عليها الروايات وجعلتها افضل العبادات فعن الامام العسكري : الانتظار افضل عبادات امتي، وهي ثقافة ايجابية ولا تعني على الاطلاق تعطيل القدرات وايقاف الحياة، وانما تربية النفس وتزكيتها وتهيئتها للقيام بما يجب به عندما يحين الوقت ، وكما قلنا فان تحقيق العدالة والتعلق بها كهدف لا يمكن الا بالممارسة اليومية للقيام بالواجبات واحقاق الحق واعزازه وابطال الباطل واذلاله كما ورد التعبير بكلام الامام زين العابدين واماتة البدع ومواجهة الانحراف الفكري، وهذا عمل يومي يمارسه المؤمن، ومنه ان لا يذل نفسه وان يعمل على ان يكون عزيزا وكريما فان الله تعالى فوض الى المؤمن اموره كلها الا ان يذل نفسه”.

لقد كانت ثقافة الانتظار أساسية ركز عليها أئمة اهل البيت وعملوا من خلالها على تأهيل اتباعهم ليكونوا اكثر قدرة على الاستقامة على نهج الحق وحمل شعلته في مواجهة متطلباته التي تستدعي تحصيل المعرفة والعلم والقدرة على الثبات امام ما ينتظرهم من صعوبات الحياة، وما تستدعيه المهمة التي تنتظرهم ونذروا انفسهم لتحقيقها من مواجهة في نشر المعرفة الحقة والدعوة الى الاصلاح ومواجهة قوى الانحراف والباطل والظلم والعدوان والدفاع عن اهداف الرسالة في تحقيق العدالة والتعلق بالقيم وعدم الانجراف والسقوط امام تيارات الانحراف، وكان زرع الامل في نفوسهم وانتظار الفرج المتمثل بالانتصار الحتمي للحق والظهور المبارك لملاك الحق والقائد الالهي المظفر”.

أضاف:”كان زرع هذا الامل في نفوسهم عاملا اساسيا في تكوين الشخصية القوية والايجابية في بناء المستقبل واعطاء الحيوية اللازمة في حركته نحو تحقيق اهدافه في الحياة المادية الممزوجة بالاهداف الاخروية التي تعطي المؤمن طاقة هائلة على التحمل في هذا الطريق اللاحب والصعب وتمنعه من القنوط والشعور بالصدمة والفشل واليأس والخيبة عند اول مواجهة او عند عدم تحقيق ما كان يـأمل في تحقيقه والوصول اليه .

وقد انتهج ائمة اهل البيت في سبيل تركيز هذه الثقافة ثقافة الانتظار وسائل متعددة منها اسلوب الدعاء للامام المهدي في كل يوم وبعد كل صلاة بالدعاء المعروف الذي نتلوه الآن معا ( اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلوات الله عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا ارحم الراحمين ) او يوم الجمعة من خلال الحث على الاهتمام بتلاوة الدعاء المعروف بدعاء الندبة او من خلال الاهتمام بالاحتفال بيوم الخامس عشر من شعبان المعظم يوم الولادة المباركة التي زادته بركة واهمية”.

وقا الخطيب :” لهذا الهدف نحيي اليوم هاتين المناسبتين الكريمتين رجاء الثواب والقربة لله تعالى والارتباط الوثيق بهذا القائد الالهي الملهم واهدافه الكبرى، رجاء ان نرتقي بانفسنا لنكون مؤهلين ولائقين ان نكون من اعوانه وانصاره والفوز بالنجاة والشفاعة يوم الحساب، لذلك فنحن مطالبين باصلاح انفسنا وان نعرف اين نضع اقدامنا وفي اي اتجاه نسير، وذلك بان نعيش هذه الذهنية وان نحاسب انفسنا في ما نقول وما نعمل وعلى اي اساس نتخذ المواقف العامة وما يتصل بها بالشأن الوطني، ونحن نتصدى في لبنان لاعنف هجمة شرسة من قوى معادية تريد تجويع اللبنانيين والتحريض على المقاومة بأشكالها السياسية والعسكرية والثقافية والاجتماعية التي اسسسها امام الوطن والمقاومة سماحة السيد موسى الصدر لتكون حاضنة لكل اللبنانين تدفع عنهم وتحفظ امنهم واستقرارهم، ولقد استطاعت هذه المقاومة بفعل شجاعة رجالها وتضحياتهم وصمود اهلناواحتضانهم لها وتمسكهم بالمعادلة التي حمت لبنان من تسجيل الانتصارات الكبيرة التي جعلت العدو الاسرائيلي خائفا على كيانه الغاصب وراح يبحث عن ملاذات آمنة خارج فلسطين المحتلة، ونحن انطلاقا من الرؤى الوطنية التي حملها الامام السيد موسى الصدر فاننا اشد الناس حرصا على حفظ وحدتنا الوطنية والاندماج في الصيغة اللبنانية المرتكزة على العيش المشترك والتضامن الوطني ليظل لبنان الوطن النهائي لجميع بنيه، ونعتبر ان قيام الدولة العادلة والمنصفة التي تحكمها المؤسسات وعمادة هذه المؤسسات دعم الجيش اللبناني والقوى الامنية لتكون دولتنا ملاذا لكل اللبنانيين وراعية مخلصة لشؤونهم وشجونهم”.

وطالب العلامة الخطيب :”وفي الوقت عينه، فاننا نطالب الحكومة باتخاذ اجراءات سريعة تلجم التدهور الاقتصادي والمعيشي وتكافح الفساد والاحتكار وتتعاطى بجدية في مواجهة تداعيات الحرب الروسية – الاوكرانية، فتعلن حالة طوارئ اجتماعية تخفف من خلالها من حدة الازمة المعيشية والاجتماعية عن كواهل اللبنانيين”.

ودعا الخطيب الى “اوسع مشاركة في الانتخابات النيابية من منطلق الحرص على تعزيز التعاون بين اللبنانيين وتوفير المناخات المناسبة للقيام بحقهم الدستوري في التعبير عن الرأي واختيار النهج الوطني الذي يمثلهم في الندوة البرلمانية الذي يحفظ قوة لبنان المتمسك بخياراته وثوابته الوطنية التي اسهمت في تحرير الارض ودحر الاحتلال وتوفير الامن والاستقرار ووحدة ارضه وشعبه، ونطالب بالشروع بالاصلاحات بدءا من استكمال تطبيق اتفاق الطائف وتشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية واقرار قانون انتخابي خارج القيد الطائفي وتشكيل مجلس شيوخ”.

وختم الخطيب:” نجدد التزامنا لصاحب الزمان ونعاهده اننا سنبقى على هذا الخط منتظرين ظهوره عاقدين العزم على نصرة خطه ونصرته ، و نسأل الله تعالى ان يمتع انظارنا بطلعته البهية ونستشفع اليه بصاحب العصر والزمان ان يفرج عن المكروبين ويصلح حالنا بأحسن وان يرزقنا خير الدنيا والاخرة، انه سميع مجيب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock