شح المال الانتخابي ووباء كورونا يخفّضان نسبة المشاركة .. بعد البزري , “الناصري” عند “الجماعة” مجدداً

على وقع استكمال خريطة التحالفات الانتخابية في دائرة صيدا – جزين بتعقيداتها، ووضوح غالبيتها في أسبوعها الحاسم قبل تسجيلها رسمياً، رصدت «نداء الوطن»، تطوّرين بارزين في سيرها:

الأول: قيام وفد قيادي من «التنظيم الشعبي الناصري» ضمَّ مدير مكتب النائب أسامة سعد طلال أرقدان والقيادي ناصيف عيسى «أبو جمال»، بزيارة مركز «الجماعة الإسلامية» في صيدا، حيث التقى المسؤول السياسي في الجنوب الدكتور بسام حمود، وهي الزيارة الثانية في غضون أسبوع واحد، للتداول بالشأن الانتخابي، ما أثار تساؤلات كثيرة في الأوساط الصيداوية حول توقيتها وهدفها وما المطروح فيها، علماً أن تحالف النائب سعد مع الدكتور عبد الرحمن البزري (الذي بدوره زار حمود منذ أيام أيضاً) قد أبرم بشكل نهائي، واللائحة ستكون متكاملة وستضم إليهما شربل مسعد وكميل سرحال (المقعدين المارونيين) والعميد المتقاعد جميل داغر (المقعد الكاثوليكي).

الثاني: توجّه تيار «المستقبل» إلى مقاطعة الانتخابات ضمنياً بعد تأكيد رئيسة كتلة التيار «العمة» بهية الحريري مجدداً، ووفق أوساط قريبة منها أنها لن ترشّح أحداً أو تدعم أي مرشح، ولن تغوص في اللعبة الانتخابية لا من فوق الطاولة ولا من تحتها، التزاماً بقرار الرئيس سعد الحريري بتعليق العمل السياسي، ما يعني عملياً رمي الكرة في ملعب المقربين الذين ترشّحوا في المدينة لاتخاذ القرار من جهة، وانخفاض نسبة الاقتراع أي ارتفاع الحاصل الانتخابي خلافاً لكلّ التوقعات، وهو سبب يدفع كثيرين إلى الاستنكاف. ومن أسباب المقاطعة الأخرى ما يتعلق بشح المال السياسي والانتخابي وبالأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة التي أرخت بظلالها على جوانب الحياة، واستمرار تداعيات جائحة «كورونا» وسواها.

وفي قراءة للمشهد الانتخابي، فإن المقاطعة إذا حصلت ستجعل المواجهة قوية وحامية الوطيس أكثر بين اللوائح. وفي عملية حسابية، فإن عدد المسجلين على لوائح الشطب قد بلغ 128317، فإذا افترضنا أن نسبة المقترعين منهم ستكون 35% بعزوف ناخبي «المستقبل» وعدم الحماسة فإن عدد المقترعين المتوقع سيكون نحو 45 ألف ناخب، ما يعني أن الحاصل الانتخابي سيكون 9 آلاف تقريباً، وإذا ارتفعت نسبة الاقتراع إلى 40% وبلغ عدد الناخبين نحو 51 ألفاً، فإن الحاصل الانتخابي سيكون أكثر من 10 آلاف. ومقارنة بانتخابات 2018 التي خيضت فيها المعركة على أساس القانون دائرة صيدا – جزين، فإن نسبة الاقتراع بلغت 49% ووصل الحاصل الانتخابي إلى 13739 ونالت الحريري 13148 صوتاً بفارق 591 صوتاً، بينما نال النائب سعد 9880 صوتاً تفضيلياً والدكتور عبد الرحمن البزري 3509 أصوات والدكتور حمود 3204 أصوات، والمرشح سمير البزري المدعوم من رئيس تجمع 11 آذار رجل الاعمال مرعي ابو مرعي نال 1168 صوتاً، إضافة إلى أكثر من 200 صوت من دون أن تكون تفضيلية بسبب أخطاء الإضافة.

يذكر أن لائحة التحالف بين النائب الجزيني ابراهيم عازار المدعوم من رئيس مجلس النواب نبيه بري وحركة «أمل»، والصيداوي المستقل نبيل الزعتري، ثلاثية غير مكتملة وتضم إليهما المرشح عن المقعد الكاثوليكي جوزيف سكاف وليس جوزيف الأسمر كما ورد سهواً أمس.
محمد دهشة – نداء الوطن