صيدا والجنوب

دائرة صيدا- جزين جميع اللوائح في مأزق تأمين الحاصل

لعل دائرة صيدا- جزين من الدوائر القليلة في لبنان التي تعبّر عن مساوئ النظام الانتخابي المعتمد، بعد تبدل المعطيات السياسية والتوازنات التي قام عليها في العام 2018. فارتفاع نسبة المشاركة بنقاط قليلة عن العام 2018، أو انخفاضها بالقدر عينه، كما هو مرجّح، سيان، بما تحمله هذه الدائرة من مفاجأت وأرقام. ويمكن توصيف الدائرة بأن تكون ليس محرقة للأصوات، بل للوائح والأحزاب، بفعل التحالفات التي ظهرت تباعاً، قبيل إقفال باب تسجيل اللوائح بعد بضعة أيام، في الرابع من نيسان المقبل.
وجميع القوى السياسية حاولت تأمين تحالفات انتخابية تمنحها الغلبة بالأصوات وضمان الحاصل الانتخابي، من دون أن تجد إلى ذلك سبيلاً.

تسجيل أول لائحة
الثنائي الشيعي، الذي بادر إلى تسجيل أول لائحة في الدائرة تحت اسم “الاعتدال قوّتنا”، حاول التحالف مع التيار العوني واستقطاب النائب السابق أمل أبو زيد، ولم ينجح. فالفيتو الموضوع من الثنائي الشيعي على مرشح التيار الثاني زياد أسود كان من شأنه ضعضعة التيار، فيما لو مضى بترشيح أبو زيد على لائحة الثنائي.

وكذلك حاول الثنائي الشيعي أيضاً استقطاب المرشح “الحريري” المهندس يوسف النقيب، متوسطاً لدى النائبة الحريري، وكان الجواب أن تيار المستقبل وآل الحريري ملتزمان بقرار الرئيس سعد الحريري، وأن ترشح النقيب فردي ولا علاقة لقصر مجدليون أو تيار المستقبل به. لذا مضى الثنائي الشيعي بلائحة غير مكتملة تضم عن مدينة صيدا المهندس نبيل الزعتري وعن جزين النائب ابراهيم عازار (ماروني) وجوزيف سكاف (كاثوليكي).

سعد-البزري
على ضفة رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة جرت محاولات لتشكيل لائحة صيداوية مع النقيب، لكنها باءت بالفشل. فلا مصلحة للطرفين بالدخول بتحالف يؤدي إلى سقوط أحدهما. وكان النائب الناصري في مأزق انتخابي بعد انفكاك تحالفه مع النائب عازار في جزين، ما يهدد نيابته. لكن نجاح المفاوضات مع الدكتور عبد الرحمن البزري انقذت لائحته في صيدا، وعملا على تشكيل لائحة تضم في جزين المرشحين جميل داغر(كاثوليكي) وشربل مسعد وكميل سرحال (ماروني). وهي اللائحة الوحيدة المكتملة في الدائرة والتي تجسل في اليومين المقبلين.

خلافات أسود أبو زيد
فشل التيار العوني في التحالف مع الثنائي الشيعي جعله يقرر خوض الانتخابات بالمرشحين العونيين المعلنين، أي زياد أسود وأمل أبو زيد وسليم الخوري. لكن من دون وجود حليف في صيدا يبقى “التيار” بلا حاصل مضمون بقوته الذاتية. في المقابل، التفاوض بين أبو زيد والنقيب لم يفض إلى أي حل في ظل الرفض الصيداوي للنائب أسود. فقد كان شرط النقيب على أبو زيد للتحالف معه عدم ضم اللائحة النائب أسود. وفي ظل الصراع بين أسود وأبو زيد لم يبق أمام الأخير إلا التلويح بانسحابه من المعركة. وقد أعطى مهلة حتى يوم الثلاثاء المقبل لحسم “التيار” موضوع الاستمرار به كمرشح وحيد. ومن جانبه هدد أسود بتشكيل لائحة خاصة به لتحدي أبو زيد.

المصادر الرسمية في التيار تؤكد أن الخلافات بين نائبي جزين باتت معروفة للجميع. لكن الحزب أعلن مرشحيه ويتفاوض لعقد تحالفات في صيدا. وفي حال استعر الخلاف بين المرشحين فأي واحد منهم لا يريد الآخر يخرج هو من اللائحة.
وفي انتظار بت أبو زيد وجهة تحالفاته أو انسحابه من المعركة، خيار النقيب يحط حكماً عند التحالف مع القوات اللبنانية التي رشحت الحزبي سعيد الأسمر عن المقعد الماروني والمرشحة المستقلة غادة أيوب عن المقعد الكاثوليكي. أما في حال سار النقيب وأبو زيد في لائحة مشتركة فيكون خيار القوات التحالف مع رجل الأعمال مرعي أبو مرعي الذي رشح نهاد الخولي عن أحد المقاعد السنية في صيدا.

أما مجموعات 17 تشرين (منها مجموعات النادي العلماني ومدينتي وعلّي صوتك وعامية 17 تشرين) فباتت في نهاية مشوارها العسير في تشكيل اللائحة. ومن المرشحين في صيدا الناشطة هانية الزعتري، مرشحة مدينتي، وتتفاوض مع العميد جوزيف الأسمر في جزين. وتعول هذه المجموعة على الموجة الشعبية وعلى بعض الإحصاءات التي تمنحها نحو 18 بالمئة من الأصوات في صيدا.

في ظل هذه التحالفات وتبدل موازين القوى في الدائرة، لا يوجد أي لائحة حزبية لها غلبة بالأصوات على غيرها. ما يجعل المعركة الانتخابية متكافئة. وفي حال بقيت نسبة المشاركة شبيهة بالعام 2018 بحاصلها الانتخابي المرتفع، تقع جميع اللوائح في مأزق عدم تأمين الحاصل وتكون الدائرة محرقة للأصوات والقوى المتصارعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock