صيدا والجنوب

مفوّض عام “الأونروا” يدقُّ ناقوس الخطر

رسم مفوض عام «الأونروا» فيليب لازاريني صورة تشاؤمية لما ستؤول إليه أوضاع الوكالة في المرحلة المقبلة، في ظل تراجع تبرّعات الدول المانحة والعجز المالي المتراكم في الموازنة، قائلاً: «قد لا نصمد كثيراً إذا لم تتوفر الإمكانيات المالية الضرورية بشكل عاجل، أو نحصل على وعود بها حتى نهاية حزيران. سنكون في مأزق كبير في الخريف، ربّما في نهاية أيلول أو بداية تشرين الأول وقد نصل إلى نقطة اللاعودة».

نقطة اللاعودة وفق مفهوم لازاريني تعني انهيار الوكالة الدولية التي تأسّست بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1949 لرعاية شؤون وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين عقب نكبة فلسطين العام 1948، وتعني «وقف الخدمات واضطراب المنطقة بكاملها»، مؤكداً على أهمية الاستثمار في التنمية البشرية وتأمين العيش بكرامة للاجئين الفلسطينيين لأنه يعني الإستقرار المستدام في منطقة متقلبة».

وقال لازاريني رداً على سؤال لـ»نداء الوطن» إن «السعي لجعل موازنة «الأونروا» ضمن الأمم المتحدة يحتاج إلى طرح من الجمعية العامة وتوافق الأعضاء وقبلهما توفير البيئة السياسية المناسبة لإقراره، في ظل الخلافات»، مضيفاً: «لقد حصلنا على 15 مليوناً لهذا العام ومثلها للعام المقبل ولكنها للأسف غير كافية، وإذا استمرت الأزمة سنكون في وضع مأسوي».
ولم يخف لازاريني أنه «كانت لدينا مدخّرات مالية ومع الوقت ونقص التمويل وقعنا في العجز، والمتعارف عليه أن أي مؤسسة تعمل في رعاية اللاجئين أو الشأن العام، يجب أن يكون لديها مدخّرات تكفي لستة أشهر، نحن لدينا لشهر أو نصف الشهر فقط، ولذلك أدّق ناقوس الخطر كي لا نصل إلى نقطة اللاعودة، ولا نعرف حتى الآن إذا كنا سنحصل على الأموال أو نستطيع دفع الرواتب أو حتى بدء العام الدراسي الجديد، نأمل عدم الاصطدام بالزجاج». ولم يتوقف لازاريني عند العجز المالي، بل أكد أنّ الصراع يدور اليوم من أجل بقاء خدمات «الأونروا» على حالها من دون نقص أو تراجع، فيما آمال اللاجئين تتطلع إلينا من أجل تحسينها».

وفي مؤتمر صحافي مشترك عقب انطلاق أولى الجلسات نصف السنوية للجنة الاستشارية لـ»الأونروا» في فندق «موفنبيك» والتي استضافها لبنان، قال ممثّله رئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني الدكتور باسل الحسن إن مهمة لبنان وحكومته تسهيل عمل «الأونروا» من أجل إيصال المساعدات إلى اللاجئين.

وعلى هامش الاجتماعات، حدّد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، الذي يرأس الوفد الفلسطيني، ثلاثة عناوين رئيسية للمرحلة المقبلة: «أولها: الأزمة التي تعاني منها «الأونروا» في ظل استمرار العجز المالي في الميزانية الاعتيادية والطارئة وقد وصل إلى مليار دولار من اجمالي الموازنة التي تقدر بـ 1.632 مليار دولار وثانيها: استراتيجية «الأونروا» لتعبئة الموارد وهذا الأمر يشكّل تحدّياً جدّياً لأعضاء اللجنة الاستشارية وللأونروا والدول العربية المضيفة للاجئين، في ظل التحديات التي فرضتها الحرب الروسية – الأوكرانية على الأمن العالمي والإقليمي، ثالثها: تطوير سياسة الأجور للعاملين في الوكالة الدولية، بالإضافة إلى قضايا أخرى ذات صلة بحشد الموارد والإصلاحات التي تقودها «الأونروا» من أجل تعزيز الحوكمة والمساءلة والشفافية في عملها».

المصدر | محمد دهشة – نداء الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock