صيدا والجنوب

الناخبون المسيحيون في صيدا: مشاركة رمزية في الانتخابات حفاظاً على العيش المشترك

لا تشكل أعداد المسيحيين في صيدا كتلة ناخبة مؤثرة في الانتخابات النيابية، خاصة مع اعتماد المدينة وقضاء جزين دائرة انتخابية واحدة للمرة الثانية، ولكن مشاركتهم الرمزية لها دلالة خاصة في الحفاظ على صيغة العيش المشترك التي تميزت بها المدينة وابناؤها، حيث تعانق مآذن المساجد واجراس الكنائس في شتى المناسبات.

ووفق الاحصائيات غير الرسمية، فإن اصوات المسيحيين تشكل ما نسبته 6% يتوزعون بين المذاهب الأرثوذكسية والمارونية والروم الكاثوليك، بينما يشكل المسلمون 94% (84% سنة و9% شيعة و1% دروز)، فيما يبلغ عدد الناخبين نحو 67244، المقيمون منهم 63809، والمغتربون 3435، بمعنى ان الاصوات المسيحية تلامس نحو 4 آلاف صوت، ينتخب منهم النصف تقريباً وغالبيتهم يقيمون في بيروت.

في الانتخابات الماضية، كانت المشاركة المسيحية ضعيفة ولم يكن لدى الناخبين الحماسة الكافية للانتقال الى صيدا والاقتراع، ولكن في هذه الدورة تتجه الامور الى احتمالين، الاول الاستنكاف بسبب الاوضاع الاقتصادية والمالية وارتفاع كلفة النقل، او المشاركة نظراً لطبيعة المعركة والتنافس على الاصوات مهما كان عددها.

ويقول مختار القناية سليم عبود لـ»نداء الوطن»: «ان الاجواء العامة ليست مشجعة للمشاركة في الانتخابات امتداداً الى الناخب المسيحي في صيدا، وقد تضافرت عدة اسباب لذلك ابرزها الاهتمام بتأمين لقمة العيش في ظل الازمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة، ارتفاع كلفة الانتقال من بيروت الى صيدا للاقتراع سيما وان غالبية الناخبين يقطنون في بيروت»، مستدركاً: «في حال كان التنافس شديداً وجرى تأمين نفقات اليوم الانتخابي قد تكون المشاركة فاعلة وخاصة من انصار ومؤيدي القوى والاحزاب المسيحية الثلاثة «التيار الوطني الحر»، «القوات اللبنانية» و»الكتائب».

وما زال المسيحيون في صيدا رغم قلة عددهم، يتمثلون في المجلس البلدي للمدينة عرفاً وتعبيراً عن الحفاظ على صيغة العيش المشتركة، ولديهم مخاتير في القناية (سليم عبود) ومار نقولا (الياس الجيز) كما حال الطائفة الشيعية تمثيلاً في المجلس البلدي والمخاتير.

وتقول جاكلين حداد التي تعيش في منطقة القناية لـ»نداء الوطن»: «نتشارك مع المسلمين الافراح والاتراح، وفي كل استحقاق انتخابي نشارك بلا تردد كي نعبر عن رأينا بحرية، وليس الامر مقتصراً على انتخاب ممثلين لنا في المجالس النيابية او البلدية او الاختيارية. سنشارك في هذا الانتخابات ونصوت لمن نراه يعمل لمصلحة المدينة وابنائها بغض النظر عن طوائفهم ومذاهبهم او انتماءاتهم السياسية، وصيدا ستبقى تجسد النموذج الاروع للعيش والتلاقي والانفتاح».

ووفق مطلعين، فإن التحالفات الانتخابية وكثرة اللوائح في هذه الدورة وخلافاً للمتوقع، ستدفع بالناخبين الى المشاركة وخاصة من قبل الاحزاب، اذ تعتبر معركة حامية الوطيس وقد تفرق على اصوات في الحواصل والصوت التفضيلي وفي كسب مقعد نيابي، وهنا تلعب القوى السياسية المسيحية دوراً في التشجيع والتحفيز لكسر التراخي وعدم الحماسة، على اعتبار ان الاستحقاق هذه الدورة سيثبت مجدداً معادلة القوة بعد سلسلة من التغييرات المهمة، بدءاً من الانهيار الاقتصادي والمالي وتداعياتهما على العهد القوي، مروراً باندلاع انتفاضة تشرين وظهور الحراك الاحتجاجي الذي سيأخذ من رصيد القوى التقليدية، وصولاً الى شدة المنافسة على الاصوات مهما كانت.

تجدر الاشارة الى ان الناخبين المسيحيين في قرى شرق صيدا، بدءاً من الهلالية والبرامية وعبرا وبقسطا ومجدليون والصالحية وسواها، والتي تعتبر امتداداً طبيعياً للمدينة تنتخب في الدائرة الثانية (صور – الزهراني) وليس في مدينة صيدا او قضاء جزين.
محمد دهشة – نداء الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock