اقلام وافكار حرة

إمرأة بلا قيد

يعرف القيد بما معناه تسجيل معلومات على ورقة وإثبات، وأيضاً هو حبل يُقاد به السجين حتى يمنع من الفرار.
في مقالي هذا لا أستعمل المعنى الأصلي المقصود، بل استعملت المعنى المجازي ، الذي يشير إلى مجموعة من الأعراف والمفاهيم العشوائية التي لا تقرب الدين بصلة، التزم بها المجتمع، وأضحت أسسا لتربية الأبناء فتبعها الأباء والأمهات في تربية أطفالهم. واحتضنها الزوج في طريقة معاملته لزوجته، فأصبحت فيما بعد عرفاً يطبق بكل حذافيره دون الرجوع فيه إلى الدين .
وهذه القوانين أدت فيما بعد إلى وجود خلل في التربية والإبتعاد عن الأحكام الفقهية والحصول على نتائج بعيدة عن ما شرّع الله بها فيحملها الشاب أو الفتاة معهم في حياتهم الزوجية، وتتوارث مع الأجيال.
ومن أضرار هذه النتائج فرض الطابع الذكوري على المجتمع، وإيجاد بعض الامتهان والانتهاك لحقوق المرأة، والمثال على هذا، أن مجتمعنا يغفر للرجل لكنه للإسف لا يغفر للمرأة، يتربى الصبي على قاعدة (صبي ما بينخاف عليه)، وتتربى البنت على قاعدة (العيب والممنوع)، فلا الصبي يحقق عدالته في الزواج، ولا الفتاة تحقق نجاحها في المجتمع، وهذا كله يعود إلى التربية المغلوطة.
الدين فرض المساواة في الحكم بين الجنسين الحرام مرفوض لكليهما، والأعظم من هذا أن تربية الفتاة تكللت بالرحمة. النبي محمد (ص) خص تربية البنات في الإسلام بوصية، ورتب عليها الأجر والمثوبة من الله سبحانه، وجعل رعايتهن والقيام على حاجاتهن سببًا لدخول الجنة.
بعض الفتيات يتزوجن هرباً من محيطهم، مما يؤدي إلى سوء الإختيار وهنا الكارثة، لأنه يعاد نفس السيناريو في تربية أطفالهن أو الوقوع في الأسوء وهو الطلاق والتشتت الأسري، فتصبح المرأة دون قيد لتبحث عن تحقيق ذاتها.
يجب علينا أن نقضي على هذه الأفكار التي عارضت الدين وأدّت إلى سوء العدالة، و إلى عدم التربية السليمة بين الأبناء، وألغت المساواة، وهي من أهم الأخطاء التي تعارض التربية الصحيحة لأطفالنا منذ الصغر.
علينا بالسعي للتغيير والبدء بأنفسنا لنجعلها قدوة حسنة يتعلم منها أولادنا في معاملتهم منذ الصغر لأن الطفل يقوم بتقليد الأهل والبيئة المحيطة.
ففي المجتمع العامل البشري سواءً كان رجلاُ أو إمرأة هو حجر البناء الأول في أي تطور تربوي يحصل. وهذا يرتكز على التربية من الأسرة الصغيرة وصولا الى المجتمع الكبير، ليعمل على توفير موارد بشرية قواعدها الأخلاقية سليمة ومناخها الأجتماعي مفعمٌ بالأمان والاطمئنان.
إن تكوين جذور ٍتربوية مهمة فيها بعض الصعوبة، وقد تكون متابعتها تتطلب كثيرا من الصبر والدقة، لكن ثمارها حلوة، وانجازاتها في غاية الأهمية”.

بقلم :
ريما فارس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock