أخبار لبنانية

اللواء: حزب الله ومسيرة البحث عن مرشَّح ثالث للرئاسة… أي مقايضة لإيصال فرنجية الى بعبدا محكومة بالسقوط

بعض ما جاء في إفتتاحية اللواء بقلم العميد الركن خالد حماده:

يفيض الاهتمام الإقليمي والدولي فصولاً على لبنان ويتحلّق ممثّلو الغرب والشرق حول الوطن المحتضر لإنقاذه…

ويجهد الأشقاء العرب لإخراج لبنان من محنته، وإذ يقوم الوفد القطري برئاسة وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد عبد العزيز الخليفي بزيارة على كافة المرجعيات السياسية والروحية بعد اللقاءات الخماسية في باريس، وبعد زيارة مُساعدة وزير الخارجيّة الأميركيّ لشؤون الشّرق الأدنى السّفيرة باربرا ليف إلى لبنان، فما يمكن قراءته من الزيارة هو وضع تفاصيل ما يجري في باريس بمتناول كلّ من يعنيهم الأمر بعيداً عن الأوهام والتصورات اللبنانية، وبما ينسجم مع كلّ المقاربات العربية والدولية المتدخلة في الوضع اللبناني والتي سبق أن عبّرت عنها المملكة العربية السعودية والولايات المتّحدة في أكثر من مناسبة.

تدحض زيارة الوفد القطري كلّ محاولات البناء على زيارة سليمان فرنجية الى باريس وتعيد الاستحقاق الرئاسي الى المربّع الأول، وإذ يؤكد الوزير الخليفي أنّ «المشاركة في إجتماع باريس مهمّة جداً وأهمّ النّتائج الّتي خرجت عن هذا اللقاء هي حثّ المسؤولين على ملء الفراغ الرّئاسيّ».

إنّ ذلك يعني وبالفم الملآن أنّ ما تمّ تسويقه عن لقاء فرنجية مع المستشار في الرئاسة الفرنسية باتريك دوريل، حول الإستماع الى فرنجية للوقوف على قدراته في تطويع حزب الله وحلّ مسألة اللاجئين مع حليفه النظام السوري لإقناع المملكة العربية السعودية بتأييده والضغط على حلفائها في لبنان هو كلام في غير محله.

وفي هذا الإطار فإنّ أيّ محاولة للرهان على إنقسام في موقف لقاء باريس هو غير واقعي وإنّ أقصى ما يمكن أن يبلغه موقف فرنسا هو المراوحة وإطالة عُمر الأزمة، وبالتالي فإنّ أيّة مقايضة لإيصال فرنجية الى بعبدا هي مسألة محكومة بالسقوط على وقع جاذبية سقوط فرنجية كمرشّح جدي للرئاسة.

إنّ محاولة القراءة في تصريح الوزير الخليفي حول «العمل ضمن المنظومة الدوليّة هو ركيزةٌ أساسيّةٌ ضمن استراتيجيّة قطر وسياستها الخارجيّة» يأخذنا الى ما هو أبعد من الأزمة الرئاسية ببعدها اللبناني وضرورة ربطها بالمستجدات الإقليمية.

ويقول مساعد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في خطبة الجمعة في مسجد الإمام المجتبى: «لا يملك لبنان تَرف الوقت لتكبير الحجر بالحديث عن تغيير النظام أو تعديل الطائف كأولويّة، فلننجز الإستحقاقات الداهمة وبعدها يطرح من يريد إجراء تعديلات وفق الأطرّ الدستورية…

ويضيف: «عنتريات الرفض والقبول لا تقدّم حلاً، إجمع عدداً كافياً من النواب حول خيارك، فإذا نجحت يكون الرئيس الذي تريد، وإذا فشلت فالرئيس الذي يختاره المجلس النيابي هو رئيس كل لبنان».

لا شك أنّ حراجة المرحلة تفرض نفسها ويستشعر حزب الله إستحالة الإحتفاظ بالمبادرة في خِضم المتغيّرات التي تتجاوز الساحة اللبنانية.

وقد يكون لما قاله قاسم حول ضبابية الموقف وضرورة الإنكفاء وتأجيل الطموحات إلى توقيتها المناسب ما يستحق التوقف عنده، فهل يُسقط حزب الله خيار فرنجية ويقود مسيرة البحث عن مرشّح ثالث؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock