اقلام وافكار حرة

*حادثة شاطئ صيدا بين إفراط متعمّد وتفريط متسرّع*

???? بقلم : الشيخ صهيب حبلي

هذا العمل الذي أقدمت عليه المرأة لو كان عفوياً وعن غير قصد لتعاملت مع المجتمع الصيداوي تماما كما يتعامل أي شخص لبناني يعرف خصوصيات مجتمعه ، أي كانت التزمت بالمعايير القيمية الموجودة في صيدا وتركت ما هي عليه واحتشمت ، الا ان إثارتها للموضوع واستدعاء الإعلام بهذا الكم الهائل وجعل خبر أقل من هامشي وأقل من ثانوي خبراً رئيساً وأولياً ومتصدراً على نشرات إخبارية لقنوات معروفة بهذا النوع من الإعلام المشوش والمرتهن يدل على أن هذه الخطوة ليست بريئة لا من ناحية التوقيت ولا من ناحية المكان لاسيما ان هذا الحدث تزامن مع أمر هو بالنسبة للصهيوني يعد منعطفا خطيراً وهو مناورة المقاومة وهذه القنوات عندما يكون الامر متعلقا بالصهاينة تقوم بهكذا ضوضاء وتشويشات دائماً…

بالمقابل ان إندفاع الأخوة في هيئة العلماء إلى المكان وإثارة ضجة مقابلة كان له مضاعفات سلبية لعدة امور :
منها أن البلدية يجب أن تكون رأس حربة في هذا المجال لا الاسلاميين ، ومنها أن البلدية قد وضعت مسبقا ولسنوات إعلاناً مؤلفاً من بنود ، فكان حري بهم ان يستندوا الى ما أعلنته البلدية . ومنها أنهم أظهروا انفسهم بصورة عدم وجود شعب صيداوي رافض لهذه الظاهرة وأصل الكلام ان الشعب الصيداوي يرفض هكذا ظواهر ، لا الاسلاميين فقط فلماذا تحولون العام الى خاص بدلا من اظهار العام انه عام ؟ . ومنها ان الاخوة لم نشاهدهم ولم نسمع اصواتهم في القضايا الصيداوية والوطنية الكبرى وفي حملات اغاثة الناس ومساعدتهم واعانتهم والوقوف بوجه الفقر والعوز ، وكانهم بذلك يقولون فليجوع الناس وليمرضوا ولا يتعلموا ولا يأمنوا ما دام بحر صيدا خاليا من شبه المتعريات ، بل ان بعضهم يقوم بمشاريع تكلفتها ملايين الدولارات ولا يهتم لما عليه الناس من فقر وعوز وحرمان وحاجة…
ومنها كان يلزم على هؤلاء ان يصطفوا خلف القانون ويبحثوا عن تفاصيل قانونية بحكم انهم في وطن يحكمه قانون ليس قانوناً اسلامياً ، كما ان عليهم ان يتقدموا الى مجلس النواب او احد النواب او احد القانونيين لاصدار قوانين تراعي العرف العام في المنطقة ، فاذا كان القانون مثلا يبيح للمراة ان تتعرى في اجواء مثل اجواء صيدا فان اللبناني بذوقه وتفهمه عادة يراعي حال الناس ، بل حتى غير اللبناني يفعل ذلك ( وقد ذكرت حادثتي مع الشيخ محرم رحمه الله على نفس الشاطئ ونتائجها الإيجابية بأسلوبه وأخلاقه مع الآخرين) .
فمثلا هل يقبل اهل جونية ان تنزل مئات المنقبات بل الاف المنقبات دفعة واحدة الى الشاطئ والقانون يتيح ذلك ؟ لكم ان تتصوروا ماذا كانت ستقول وسائل اعلامهم . انا ادعو كل الذين اندفعوا في صيدا للاحتجاج ان يخوضوا هذه التجربة .
فليجربوا نزول المنقبات مع محارمهن الى شاطئ جونية للسياحة والترويح عن النفس بل للترفيه على قاعدة هيئة الترفيه طالما ان بعض القنوات ممولة خليجيا وبنفس الاتجاه.

وبصراحة وفي الختام …
لو فكروا وأخلصوا لأقاموا مشاريع إنمائية او سكنية للمساهمة في تزويج الشباب لسد باب الرذيلة…كما فعل الوقف في بعض قرى شرق صيدا .
???? بقلم :
الشيخ صهيب حبلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock