صيدا والجنوب

جرادي في “خط الوسط”: الحوار يؤدي إلى انتخاب رئيس

ماذا ستحمل جَلسة اليوم الإنتخابية؟ هل يخرج الدخان الأبيض الرئاسيّ، أم أنّ فخامة الفراغ سيتمدد أكثر؟ لا صورة واضحة حول «البوانتاج» المتوقّع. عيون الكتل تتجه نحو النواب المستقلّين والرافضين مبدأ الإصطفافات. بيدهم حسم المعركة، لصالح واحدة من الثنائيتَين: «الشيعية «أمل» – «حزب الله»، و»المسيحية «الوطنيّ الحرّ» – «القوّات»، أو مواصلة معركة «ترسيخ الحوار» كجبهة خلاص للبنان.

قد تكون المرّة الأولى التي تكون للجنوب قرارات وخيارات خارج «الثنائية الشيعيّة»، ما يدلّ على أنّ أحادية القرار قد انتهت. إذ دخل نوّاب الجنوب المستقلّون في قلب المعركة الرئاسية. خلطوا الأوراق في معرض بحثهم عن «تفاهمات وطنية»، في ظلّ الإنقسام العمودي في البلد. يراهنون على فتح قنوات الحوار بعد جلسة اليوم، التي لن يرشح عنها الرئيس الجديد. يرون أن الخيار الثالث أي الحوار هو الذي سيؤدي الى انتخاب رئيس ينقذ لبنان ويضمن ديمومته.

لم يتأخّر النائب الياس جرادي أحد المعترضين على مبدأ الإصطفافات، بدعوة الكلّ إلى «الحوار لانتخاب رئيس للجمهورية»، قائلاً إنّ «هذا ما ننادي به وكنّا السبّاقين في طرح الحوار»، مردفاً: «كفى مضيعة للوقت».

شكّل موقف جرادي علامة فارقة. غرّد خارج سرب النواب «التغييريين»، الذين أعلنوا بغالبيتهم التصويت لجهاد أزعور. تقاطع موقف جرادي مع النوّاب المستقلّين في صيدا، مطالبين بجبهة ثالثة «حوارية»، لأنّ الحوار وحده يؤدّي إلى انتخاب رئيس جامع للبنان، معتقداً أن «مشهدية الثنائيات لا تبني مؤسسات أو تعيد انتظامها، بل تساهم في تعقيد الأمور والإنهيار. وأنّه من غير الممكن انتخاب رئيس في ظل الإنقسام الحادّ».

وفيما يحاول الفريقان كسب ودهم، نظراً لدورهم في حسم المعركة بين أزعور وفرنجية، يشدّد جرادي على أنّ «لا بديل من الحوار، وعلى الجميع الذهاب في هذا الإتجاه بعد جلسة 13 حزيران، وإذا استمرّت الإصطفافات على حالها، تعني أننا لم نتعظ من تجارب التاريخ».

يتّفق جرادي مع نواب صيدا – جزين، وبعض المستقلين، الذين يشكّلون «بيضة القبّان» الرئاسي، فصوت واحد قد يؤثّر في المعادلة. ولفت إلى أن «الإتصالات لا تزال مفتوحة على كل الصعد. ننادي بالحوار أوّلاً وثانياً، لأنّه الخلاص». يؤكّد أن نوّاب الجنوب الذين اجتمعوا حول مبدأ رفض الثنائيات، التقوا على روحية الحوار، لانقاذ البلد من آتون الفراغ، لأنه المحور الوحيد الذي يؤدي إلى توافق الجميع على شخصية رئاسية مقبولة وطنيّاً، ومن دونها ستتفاقم الأزمة المفتوحة»، معوّلاً على «وعي القوى السياسية للخطر المحدق». فهل ينجحون؟

ربما تكون المرة الأولى بعد «الطائف» التي تشهد فيها الإنتخابات الرئاسية معركة محتدمة، بل «كسر عظم»، وهو واقع لم تألفه العهود الأخيرة، حيث سادت التسويات والصفقات. أمّا اليوم، فالأمر مختلف. ما يحصل، يزجّ البلاد أكثر في هاوية الأزمات، ما دفع بجرادي إلى حض الجميع على «تغليب الواقعية القائمة على الحوار الجدّي بين الكتل النيابية كافة».

المصدر | رمال جوني – نداء الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock