أخبار لبنانية

مرجع في “الممانعة”: لا نستبعد الخيار الثالث رئاسياً!

حسان الحسن -لا ريب أن النتيجة التي أفضت إليها الجلسة البرلمانية المخصصة لإنتخاب رئيس مقبلٍ للجمهورية، لم تأت خارج التوقعات تقريبًا، كون الإصطفافات النيابية معروفة سلفًا، وإن جاءت هذه النتيجة مخالفةً قليلًا لـ “البوانتاج” الذي نشرته بعض الصحف ووسائل الإعلام، ووفقًا لتوقعات بعض الساسة، إن كان لمصلحة هذا المرشح، أو ذاك، أو سواهما. غير أن التموضع الراهن للنواب في نهاية المطاف، لن يؤدي إلى إنجاز الإستحاق الرئاسي المرتجى، حتى لو تم التسليم بفرضيةٍ تفوق كل التوقعات، وهي: “لو أن أصوات الأكثرية النيابية التي جاءت لمصلحة المرشّح جهاد أزعور، كانت لمصلحة المرشّح سليمان فرنجية، لكنها لن تغيّر في الواقع الراهن، ولن تنهي الفراغ الرئاسي، لأسبابٍ حسابيةٍ بسيطةٍ قائمةٍ، على خلفية الإنقسامات السياسية القائمة بين مكونات المجلس النيابي”. لذا ما من حلٍ يلوح في الأفق المنظور، قبل إقتناع هذه المكونات بالذهاب إلى حوارٍ جديِ من دون شروطٍ مسبقةٍ، وبنياتٍ صادقةٍ للوصول إلى توافقٍ في شأن إنتخاب الرئيس المقبل.

وتعقيبًا على ما ورد آنفًا، يشبّه مرجع في فريق الثامن من آذار وضع الكتل النيابية بعد “جلسة الأربعاء”، كمن ضغط على “كبسة زر reset للبرلمان بمن فيه”، وبوضوحٍ أكثرٍ، (أي إعادة تشغيله مجددًا إثر تعثره في إتمام الإنتخاب الرئاسي)، على حد تعبير المرجع. ويرجّح أن المكونات الرئيسية للمجلس النيابي إتخذت قرارًا ضمنياً بالعودة خطوتين إلى الوراء، وإن ظهرت في العلن متمسكةً بهذا المرشّح أو ذاك، في إنتظار تبلور مستجدات الوضعين الدولي والإقليمي التي قد تنعكس على الوضع الداخلي اللبناني، خصوصًا العلاقات الإيرانية- السعودية، وإمكان إعادة تفعيل الملف النووي الإيراني، كذلك ما سيخرج عن لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بالإضافة إلى تطور العلاقات الثنائية السورية- السعودية. ويلفت المرجع المذكور إلى تبعثر أصوات النواب السنّة في “جلسة الإنتخاب”، وغياب أنشطة السفيرة الأميركية في بيروت قبل هذه “الجلسة”، دليل على تراجع الدورين الأميركي والسعودي في الإستحاق الرئاسي، وبالتالي لم يحن موعد إنتخاب الرئيس بعد، بحسب ما تؤشر الأجواء الدولية والإقليمية المؤثرة في لبنان، يختم المرجع.

وفي هذا الصدد، يوافق مرجع سياسي شمالي الرأي المذكور آنفًا، معتبرًا أن تصلب الأطراف السياسيين في مواقفهم من الشأن الرئاسي وسواه، إن كان قبل موعد إنعقاد “جلسة الإنتخاب” وما بعدها، يهدف إلى تعزيز حضورهم السياسي في أي تسويةٍ إقليميةٍ مقبلةٍ تشمل لبنان، ليس إلا.

وتعليقًا على ما ورد آنفًا، تحديدًا لجهة إمكان التوافق على إنتخاب رئيسٍ مقبلٍ، يؤكد مرجع في فريق الممانعة أن فريقه لا يزال متمسكًا بدعم ترشيح فرنجية حتى الساعة. ويقول: “قد يكون آخر الدواء الكي”، أي لا يستبعد إعتماد الخيار الثالث، في حال توافرت الأجواء الملائمة لعقد حوارٍ هادفٍ وبنّاء يؤول إلى الوصول إلى إنتخاب رئيسٍ عتيدٍ، بمشاركة جميع أفرقاء هذا المحور، وموافقتهم.

وعن إرتباط الوضع الداخلي بالإقليمي، تحديدًا بتطورات الوضع السوري، تؤكد مصادر سياسية سورية انه على الرغم من تشابك الأوضاع في المنطقة، غير أن مسار الأوضاع الإقليمية يمكنه أن ينطلق رغم غياب التسوية في سورية.

وفي جانب آخر، توضح المصادر أن عودة النازحين المأمولة تتطلب توافر ظروف مؤاتيةٍ لتحقيق هذه العودة، وهذه الظروف لم تنضج بعد، لأن سورية غير قادرةٍ على استقبال كل النازحين دفعة واحدة، على اعتبار أن المحور الغربي لا يزال يستخدم أزمة النزوح كورقة ضغطٍ على الحكومة السورية. أما من الناحية الإقتصادية، فمعلوم أن العودة تتطلب تأمين وحداتٍ سكنيٍة وتجهيزاتٍ لوجستيةٍ. لكن المصادر ترجح عودة عدد من العائلات السورية التي نزحت إلى لبنان على دفعاتٍ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock