معلومات طبيّة

علاجات طبية جديدة لأمراض الجلد المزمنة المعقدة

عقد في أوائل الشهر الحالي في الفترة من 3 إلى 8 يوليو (تموز)، المؤتمر العالمي الخامس والعشرين للأمراض الجلدية (the World Congress of Dermatology 2023 – WCD2023)، في مدينة سنغافورة تحت شعار الأمراض الجلدية خارج الحدود – العلم – الرعاية – المجتمعات (Dermatology Beyond Borders – Science – Care – Communities) بهدف تجاوز الحدود، ليكون مؤتمراً شاملاً ومتنوعاً.

تميز المؤتمر بتقديم محاضرات تجاوزت الطب السريري الكلاسيكي حول 15 كياناً مرضياً، وركزت 60 ندوة منها على الأمراض الفردية من علم الأوبئة والفيزيولوجيا المرضية إلى التشخيص السريري والنسيجي إلى العلاج، وتناولت كل الأساليب الكلاسيكية والحديثة، ما أتاح الحصول على رؤى علمية عميقة لكثير من الأمراض الجلدية المهمة وعلاجاتها من أجزاء مختلفة من العالم.

يقول رئيس المؤتمر (WCD2023) البروفسور الدكتور مارتن روكين (Prof. Dr. Martin Röcken)، إن لجنة البرمجة العلمية (SPC) قد طورت تنسيقاً جديداً تماماً لهذا الحدث، وعلى الرغم من التهديدات العالمية، ها هو العالم يقترب من بعضه وتزداد أوجه الاعتماد المتبادل. في هذا السياق المليء بالتحديات، أضاف أن المؤتمر قد وفر أعلى مستويات الجودة من التعليم المستمر في مجال طب الأمراض الجلدية، حيث تحدث فيه أطباء الجلد الرائدون المتميزون من أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وأميركا الجنوبية، لإثراء البرنامج العلمي ولجعل المؤتمر مؤتمراً عالمياً حقيقياً، وقد أثروا البرنامج العلمي من زوايا مختلفة بعلمهم وأبحاثهم وخبراتهم.

يعد المؤتمر العالمي للأمراض الجلدية (WCD) أحد أكبر المؤتمرات العالمية للأمراض الجلدية، ويتم تنظيمه تحت رعاية الرابطة الدولية لجمعيات الأمراض الجلدية (ILDS). عُقد أول مؤتمر في عام 1889 بباريس. ويقام الآن كل 4 سنوات، وكان آخرها المؤتمر الـ24 في عام 2019 في ميلانو بإيطاليا.

وعن أهداف المؤتمر، يقول نائب رئيس المؤتمر البروفسور الدكتور هنري ليم (Prof. Henry W. Lim)، إن المؤتمر يهدف إلى تعزيز علم وممارسة طب الأمراض الجلدية، من خلال توفير منصة للمتخصصين من جميع أنحاء العالم لعرض المعرفة الجديدة، وتبادل الخبرات السريرية والبحث العلمي، وبناء الشبكات والتعاون المهني والشخصي، وقد جمع أطباء الأمراض الجلدية والجمعيات المهنية، ورفع مكانة وأهمية صحة الجلد والأمراض التي تصيب البشرية. ونسلط الضوء على بعض نتائج المؤتمر.

أمراض جلدية
• وبائية الأمراض الجلدية. يعاني أكثر من 1 من كل 3 أشخاص من مرض جلدي، وفقاً لدراسة عالمية (ALLL) عن وبائية الأمراض الجلدية لجميع أنواع البشرة والألوان، أجرتها ماركيتا سانت أروما وزملاؤها، شملت 50552 فرداً يمثلون السكان البالغين في 20 دولة، موزعين على 5 قارات. وبالتالي، فإن دراسة «ALLL» مشروع لجميع أنواع البشرة، وجميع الأمراض الجلدية، وجميع الألوان.

تم عرض النتائج الرئيسية للدراسة بالتفصيل خلال المؤتمر. واستنتج من الدراسة أن هذا النوع من الدراسة، حيث تم إجراء الاستبيان نفسه في الوقت نفسه بجميع أنحاء العالم، يسلط الضوء على عالمية مشاعر وتجارب أولئك الذين يعانون من الأمراض الجلدية. ونتائج هذه الدراسة غير المسبوقة تشكل قاعدة بيانات فريدة، ستسمح بإنشاء دعوة حقيقية للدفاع بشكل أفضل، للسلطات في جميع البلدان، عن الحاجة إلى الوعي العالمي والاهتمام بما يتعلق بسياسة الصحة العامة لدعم المرضى الذين يعانون من الأمراض الجلدية.

• الكيلويد والندبات الجلدية. يتميز الكيلويد أو الجدرة (Keloids) والندبات المتضخمة (hypertrophic scars)، بالتئام الجروح الشاذة مرضياً والتليف الجلدي المفرط. تم وصف طرق عديدة لعلاجها. وأظهر كثير من الدراسات كيف أن ليزر النبض (Pulse Dye Laser – PDL) فعال في تحسين الأوعية الدموية واللون والطول والملمس والمرونة لتلك الندبات، ولكن هناك القليل من الدراسات التي تقارن إعدادات نبضات الليزر المختلفة.

وعليه، قامت الباحثة أنجيلا فيلوني (Angela Filoni) وزملاؤها بدراسة عشوائية التحكم بهدف تقييم آثار ليزر (PDL) في الندوب المتضخمة – الكيلويد (التي يزيد عمرها على 6 أشهر) بغض النظر عن المسببات (جراحة، حروق… إلخ).

الاستنتاج: على حد علمنا، هذه الدراسة هي الأولى من هذا النوع، وأثبتت أن ليزر «PDL» فعال في تحسين الندبات التضخمية والكيلويد أو الجدرة.

* الأمراض الجلدية الروماتيزمية. تم تقديم مجموعة كبيرة من الحالات المرضية منها: حالة مريض يبلغ من العمر 21 عاماً، مصاب بالتهاب المفاصل القليل (oligoarthritis): وفقاً للإحصاءات، فإن 30 في المائة من مرضى الصدفية يصابون بالتهاب المفاصل الصدفي (PsA) المصنف على أنه اعتلال مفصلي سلبي مصلي، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالصدفية الجلدية. يمثل التهاب العصب والتهاب الارتكاز السمات المميزة لهذا المرض.

الاستنتاج: التهاب المفاصل الصدفي هو نوع من أمراض المفاصل المتقدمة التي تصيب قلة من الناس فقط، ولكنها شديدة العدوانية، ومن الصعب تشخيصها بسبب الأعراض المختلفة في بداية المرض. تسلط هذه الحالة الضوء على أهمية الفحص الدقيق بما في ذلك فروة الرأس لتشخيص التهاب المفاصل الصدفي والتهاب الأصابع. يعد التعاون الوثيق مع أطباء الأمراض الجلدية أمراً ضرورياً للتشخيص المبكر والإدارة السريعة لالتهاب المفاصل الصدفي (PsA) في المرضى الذين يعانون من آفات جلدية.

• سلسلة من القشيعة الكيلويدية على ثدي أنثى مع مظاهر يمكن تمييزها: القشيعة الكيلويدية (keloidal morphea) أحد أكثر المتغيرات غير المألوفة للقشيعة، والتي تتميز بلويحات حمامية تشبه الكيلويد. على عكس الكيلويد النموذجي، فإنها تحدث تلقائياً دون أي صدمة سابقة. يمكن رؤية النتائج النسيجية المختلفة بدءاً من تلك الخاصة بالكيلويد أو تصلب الجلد أو خليطهما.

الاستنتاج: يجب أخذ القشيعة الكيلويدية في الاعتبار عند المريض المصاب بآفات تشبه الكيلويد دون أي تاريخ لصدمة سابقة. يمكن العثور على الآفة بالمرضى في غياب أي دليل سريري ومصلي على تصلب الجلد الشائع. قد يساعد الفحص النسيجي باستخدام تلوين «VVG» في التشخيص.

أنماط التهابية
• نمط التهابي جلدي يشبه الكيكوتشي يظهر مع اندفاع حطاطي عقدي تآكلي: هذه حالة مثيرة للاهتمام من النمط الالتهابي الجلدي الذي يشبه الكيكوتشي (Kikuchi-like) يظهر مع اندفاع حطاطي عقدي تآكلي، تم وصفها في المرضى الذين يعانون من آفات جلدية نقية مع الأنسجة تظهر ارتشاحاً التهابياً بارزاً لتكوين المنسجات.

الاستنتاج: من المهم لأطباء الأمراض الجلدية أن يفكروا في هذا الكيان السريري النادر، وإذا تم تشخيصه، فإنه يجب أن يبحثوا عن إجراء مزيد من التحقيقات لاستبعاد أمراض المناعة الذاتية الكامنة أو الأورام الخبيثة الدموية.

• عقار بيميكيزوماب والتهاب المفاصل الصدفي النشط: وجد الباحثون أن عقار بيميكيزوماب (Bimekizumab) يقوم بتحسين النتائج في المجالات الأساسية للمرض عند المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل الصدفي النشط والصدفية. التهاب المفاصل الصدفي (PsA) مرض له مظاهر متعددة.

الاستنتاج: أظهر عقار بيميكيزوماب (Bimekizumab) تحسناً عبر المجالات الأساسية لـ«PsA» في المرضى الذين يعانون من «PsA» والصدفية المصاحبة.

أمراض جلدية نفسية
وتشمل الأمراض الجلدية النفسية (Psychodermatology):

• داء الثعلبة البقعية (Alopecia Areata – AA) ودور العلاج النفسي: حالة مناعية ذاتية معقدة تسبب تساقط الشعر غير المؤلم، والمعروف أن سببها – تفاقمها ضغوط نفسية وفسيولوجية. وقد لوحظ شفاء كثير منها مع الإدارة النفسية لالتهاب الجلد المصاحب.

الاستنتاج: يجب ألا نتجاهل دور الإجهاد في التسبب باضطرابات المناعة الذاتية مثل «AA». يجب أن تتضمن إدارتنا آليات المشورة والتعامل مع الضغوط.

• أوهام الطفيليات (Delusions of Parasitosis – DP): حالة نفسية يتوهم فيها المصابون أن أجسامهم قد أصيبت بالكائنات الحية لمدة شهر على الأقل. منها، المصابون بداء السكري يقدمون أنفسهم لعيادة الأمراض الجلدية الخارجية بحثاً عن علاج لإصاباتهم الجلدية، وبالتالي يتطلب ذلك تقييماً شاملاً.

الاستنتاج: علم الأمراض الجلدية النفسي هو مجال مجهول من الأمراض الجلدية. المطلوب إدارة متعددة التخصصات؛ حيث يحضر المريض عموماً إلى طبيب الأمراض الجلدية، ويشمل العلاج الفعال إضافة عوامل مضادة للذهان من طبيب نفسي.

• مرض تشوه الجسم وحب الشباب – نهج إداري شامل: حب الشباب اضطراب جلدي شائع ناتج عن الالتهاب المناعي وانسداد الجريبات، مما يؤدي إلى ظهور البثور والآفات الالتهابية. يتميز اضطراب تشوه الجسم (BDD) بالانشغال بالعيوب الملحوظة في المظهر الجسدي التي لا يمكن ملاحظتها أو تبدو طفيفة للآخرين.

الاستنتاج: من المعروف أن حب الشباب يمكن أن يكون له تأثير عميق على الصحة النفسية. يجب أن يعمل أطباء الأمراض الجلدية ومتخصصو الصحة العقلية بشكل تعاوني لتطوير خطط علاج فردية، مما يضمن تركيز العلاج ليس فقط على تحسين أعراض حب الشباب، ولكن أيضاً على معالجة الضائقة النفسية الكامنة، مما يؤدي إلى نتائج إيجابية على المدى الطويل.

• القلق والاكتئاب لدى مرضى البهاق: البهاق حالة جلدية شائعة تتميز بوجود بقع بيضاء تؤثر على الجلد والأغشية المخاطية. القلق والاكتئاب من الاضطرابات النفسية الشائعة التي تصيب مرضى البهاق. من المهم لطبيب الأمراض الجلدية أن يولي اهتماماً وثيقاً للجانب الحرج للبهاق، وهو التأثير النفسي والعاطفي الذي يتركه على المريض.

الاستنتاج: البهاق له تأثير كبير على الصحة العقلية للمريض فيما يتعلق بالقلق والاكتئاب، خصوصاً في المهنيين المهرة أو شبه المهرة، والبهاق الشامل وحالات البهاق في مناطق الجسم المكشوفة.

• متلازمة التغذية العنقية: تم تقديم 3 حالات لمتلازمة «Cervical Trophic Syndrome – CTS» تحت رعاية فريق الأمراض الجلدية النفسية متعدد التخصصات.

الاستنتاج: هذه الحالات كيان نادر حتى الآن. يُعتقد أنها تشترك في فسيولوجيا مرضية مماثلة لمتلازمة التغذية الثلاثية التوائم؛ اضطراب في الأعصاب المقابلة يسبب تهيجاً مزمناً مع اقتطاف وتقرح لاحق في منطقة محددة جداً. غالباً ما تكون هناك أمراض نفسية أو نفسية مصاحبة. نحن ندعو لإعداد فريق نفسي معقد ونسلط الضوء على دور بريجابالين في سياق الإدارة الطبية. يمكن أن يكون هناك دور لعملية التنظير الجراحي.

• الاكتئاب والصدفية: لآلئ للتشخيص والعلاج: الصدفية اضطراب نفسي فيسيولوجي التهابي يترافق مع اعتلال نفسي اجتماعي كبير، لا سيما الاكتئاب. وجد في الدراسات أن الصدفية لها علاقة كبيرة بالاكتئاب وإيذاء النفس والتفكير في الانتحار. التداخل الالتهابي للصدفية والاكتئاب راسخ. تلعب السيتوكينات المؤيدة للالتهابات دوراً رئيسياً في كل من الصدفية والاكتئاب. قد يساعد علاج الصدفية بالبيولوجيا أيضاً في معالجة أعراض الاكتئاب لدى مرضى الصدفية بسبب الطبيعة الالتهابية الشائعة لكلا المرضين.

الاستنتاج: يوصى المؤتمر بشدة بالفحص الروتيني لمرضى الصدفية من أجل الضيق النفسي والاكتئاب وخطر الانتحار وتعاطي الكحول في الزيارة الأولية لمرضى الصدفية مع أطباء الأمراض الجلدية. قد تكون الإحالة إلى عيادات الاتصال متعددة التخصصات التي يعمل بها أطباء الأمراض الجلدية والأطباء النفسيون وعلماء النفس والمتخصصون الاجتماعيون مفيدة في إدارة مرضى الصدفية وتحسين نوعية الحياة.

علاجات طبية جديدة
• مرهم سيمفاستاتين 5 في المائة (Simvastatin Ointment): كعلاج لخلل التنسج الخلقي المصحوب بمتلازمة احمرار الجلد وعيوب الأطراف (متلازمة الطفل CHILD syndrome). كان العلاج الأحادي باستخدام مرهم سيمفاستاتين 5 في المائة قادراً على تقليل سمك اللويحات الثؤلولية التي تظهر في المريض المصاب بمتلازمة الطفل.

• علاج فيسموديجيب (Vismodegib): هو مثبط مسار القنفذ معتمد من إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) لعلاج سرطان الخلايا القاعدية المتقدم محلياً أو النقيلي (Basal Cell Carcinoma (BCC)) الذي يتكرر بعد الجراحة أو يتعذر الوصول إليه ولا يمكن تشغيله مع العلاج الإشعاعي.

• فاعلية حقن فيتامين «دي» داخل المنطقة مقارنة بلقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR) في علاج الثآليل: العلاج المناعي داخل الآفة (IL) نهج جديد لعلاج الثآليل، حيث يؤدي الحقن في ثؤلول واحد أيضاً إلى اختفاء الثآليل المجاورة، وهو طريقة فعالة من حيث التكلفة لعلاج الثآليل في الأماكن منخفضة الموارد. يعدّ كل من فيتامين «د» (VD)، ولقاح «MMR»، طرائق فعالة ولكنها مرتبطة بالآثار الجانبية والزيارات المتعددة. يمكن استخدامها في أماكن فعالة من حيث التكلفة وفي حالة وجود آفات متعددة.

• علاج ناجح لسعفة الرأس بمضاد فطري موضعي كعلاج وحيد: سعفة الرأس عدوى فطرية جلدية شائعة في فروة الرأس عند الأطفال، وهي نادرة عند الرضع. من المعروف أن مضادات الفطريات الجهازية حجر الزاوية في علاج سعفة الرأس عند الأطفال، بينما تم استخدام مضادات الفطريات الموضعية فقط كعلاج مساعد لمضادات الفطريات الفموية. تم تقديم حالة نادرة لطفل كولوديون أصيب بسعفة الرأس وعولج بنجاح بمضاد فطري موضعي فقط. يقترح المؤتمر إجراء مزيد من البحث والتحقيق لتقييم فاعلية مضادات الفطريات الموضعية كعلاج وحيد في سعفة الرأس. بالنظر إلى حقيقة أن مضادات الفطريات الموضعية لها مظهر أكثر أماناً مقارنة بمضادات الفطريات الجهازية لدى الرضع أو الأطفال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock