أخبار لبنانية

لا خيار ثالثاً رئاسياً من دون موافقة “التيار”

-حسان الحسن

بعد انعقاد اللقاء الخماسي من أجل لبنان (الولايات المتحدة، فرنسا، السعودية، مصر، قطر) في الدوحة في الأيام الفائتة، يمكن القول إن أفضل توصيفٍ يطلق على الوضع السياسي اللبناني أنه “دخل في مرحلةٍ مبهمةٍ” على حد تعبير مصادر سياسيةٍ متابعةٍ. وذلك على اعتبار أن المبادرة الفرنسية الرامية إلى إيجاد حلٍ لأزمة الشغور الرئاسي في لبنان ثم إعادة إنتظام دورة مؤسسات الدولة فيه، لم تحقق أي اختراقٍ في جدار الأزمة حتى الساعة. وعلى الرغم من عودة جان إيف لودريان، بعدما منحه اللقاء “الخماسي” فترة سماحٍ لشهرين إلى ثلاثة أشهرٍ، لكن هذه العودة لا تبعث على الإرتياح. فما عجزت باريس عن تحقيقه خلال ثلاثة أعوامٍ، لن تحققه في غضون ثلاثة أشهرٍ، نظرًا للأوضاع المعقدة داخليًا، بالإضافة إلى تشابك الملفات الإقليمية، خصوصًا أن لدى بعض الدول الكبرى والإقليمية المؤثرة في لبنان، أولويات في مكانٍ آخر، ودائماً برأي المصادر.

وعن هذه العودة يرى مرجع سياسي لبناني أنها ترمي إلى تأمين إخراجٍ لائقٍ لإنهاء المبادرة الفرنسية، التي تلقت ضربةً كبيرةً من اللقاء الخماسي في إجتماعه الأخير في الدوحة لأنه لم يأت على ذكر الحوار الذي كان يسعى لودريان إلى عقده. ويؤكد المرجع أن “بصيص الأمل الوحيد في هذه الظلمة التي يشهدها البلد هو نجاح محادثات التيار الوطني الحر وحزب الله في شأن الأزمة الرئاسية وسواها”. وهنا لا يستبعد المرجع أن “في حال تكللت هذه المحادثات بالنجاح، قد يتبناها عندئذٍ لودريان، وفي حال فشلت يبرز على أنه حاول أن يؤدي دور المنقذ، ولكنه لم يوفق في مهمته”، يختم المرجع.

وتعقيبًا على هذه الخلاصات يكتفي مرجع معني بالتعليق الآتي حرفيًا: “التيار والحزب سينهيان الأزمة إذا سارت الأمور على ما يرام”.

وبالعودة الى تعثر المبادرة الفرنسية، وجد بعض “المحللين” و”أصحاب الأقلام” والناشطين على وسائل التواصل الإجتماعي، الفرصة سانحةً لتسويق ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون، كخيارٍ ثالثٍ، أي سقوط خياري ترشيح رئيس تيار المرده سليمان والوزير السابق جهاد أزعور. والسؤال هنا: “كيف يتم طرح هذا الترشيح على أنه خيار ثالث، من دون أن يحظى بتأييد “التيار” المنخرط اليوم في محادثات إيجابية مع “الحزب” لتفاهمهما على تبني مرشحٍ رئاسيٍ يرضي الطرفين، ويكون مقبولًا لدى باقي المكونات اللبنانية؟”.

ذلك أنه وسط هذه الأجواء بين الطرفين المذكورين، لا يمكن قبول أحدهما بالسير بأي مرشحٍ لا يتفقان عليه.
tayyar.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock