صيدا والجنوب

إستياء من تراكم النفايات في صيدا: فضّ عقود مناقصة جمع ونقل النفايات.. شركة وحيدة مكررة

أثار تراكم النفايات في شوارع مدينة صيدا وأحيائها الشعبية بعد غياب طويل، جملة تساؤلات حول الأسباب الحقيقية التي تقف وراءها، ومنها هل أوقفت “حملة الأوفياء لصيدا” مبادرتها في جمع ورفع النفايات التي تولتها منذ أشهر في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان والانهيار المالي للبلديات وعجز غالبيتها عن القيام بأقل الواجبات؟

الثابت، أن تراكم النفايات أثار بلبلة في صفوف القوى السياسية والشعبية معاً، خشية من العودة إلى المربّع الأول، أي إلى الكارثة البيئية والصحّية التي عانت منها المدينة في الفترة الماضية وكادت تطيح بالتوافق السياسي بسبب الاختلاف حول طريقة المعالجة بعد حلّ “صيدا تواجه” المبادرة التي أطلقت من بلدية صيدا لمواجهة تداعيات الأزمة المعيشية وتخفيفها قدر المستطاع ومنها مشكلة النفايات.

وفق معلومات “نداء الوطن” فإن الحملة أوقفت جمع النفايات ليوم واحد فقط من دون سبب محدد، وكأنها أرادت توجيه رسالة إلى القوى السياسية وهيئات المجتمع المدني حول الصعوبات التي تعاني منها في استمرار مبادرتها في جمع نقل النفايات ونقلها، وسط شعور متزايد بعدم المبالاة والتعاون في كيفية معالجتها، ناهيك عن التراجع في دفع الرسم الشهري من التجار وأصحاب المؤسسات والمحال التجارية بدلا من زيادته بعد نجاحها في المهمة الشاقة والصعبة.

وأوضح المشرف على الحملة الحاج فادي الكيلاني لـ”نداء الوطن” أن الحملة ليست بصدد وقف مبادرتها الآن، وإذا أرادت ذلك فإنها ستعقد مؤتمراً صحافياً لشرح الأسباب الموجبة. نحن باقون ومستمرون مهما اشتدت الصعوبات وبالتأكيد نحتاج إلى مصارحات وتعاون أكبر في الأيام القادمة”.

ولم يخفِ الكيلاني أن “الحملة لديها تحفظات وعندها اعتراضات على بعض الأمور منذ مدة وسنوضحها لاحقاً من أجل معالجتها، لكن أخلاق الحملة وسلوكها ومحبتها للمدينة لا تسمح لها بالتوقف المفاجئ مهما تعرضت لضغوط بالالتزامات المالية والتقنية والخذلان من بعض فئات المجتمع المدني”.

وما لم يقله الكيلاني كشفته مصادر الحملة، إذ اعتبرت “أن ما جرى هو فرصة أخيرة للجميع من أجل التعاون ومعالجة المشاكل والصعوبات التي تواجه المبادرة في عملها وعلى كافة المستويات حتى الشعبية التي ترى بأم العين رفع النفايات من قرب المنازل والمحال وتتفاجأ بعدها بساعات أو في اليوم الثاني بتراكمها وكأنها لم ترفع من قبل، ما يعني استهلاك الموارد المالية أكثر من مرة وفي غير محله”.

بالمقابل، أوضحت مصادر بلدية صيدا لـ” نداء الوطن” أنها لم تبلغ من الحملة رسمياً وقف العمل ولكنها تدرك حجم الصعوبات التي تواجه المبادرة، وقالت “حتى الآن ليس هناك أي بديل”، قبل أن تستدرك “اليوم سيجري فض العقود على مناقصة جديدة بتلزيم جمع ورفع النفايات بعدما رفض ديوان المحاسبة سابقاً مناقصة إحدى الشركات التي تقدّمت بالمناقصة وحيدة”. ويتوقع أن يتكرّر الأمر.

يذكر أن شركة “سيتي بلو” كانت فازت بعقد جمع النفايات ورفعها في صيدا منذ أشهر، ولكن المعاملات الإدارية حالت دون تنفيذه بعدما رفض ديوان المحاسبة بسبب كيفية سعر صرف الدولار، وقد أرسلت كبادرة حسن نية ثلاث شاحنات وعمالاً ساهموا في رفع النفايات وتخليص المدينة من مشكلة التراكم التي أثارت استياء وضجة في صفوف المواطنين.

المصدر : محمد دهشة – نداء الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock