أخبار عربية ودولية

معركة غزة المؤجلة بدأت.. والسنوار هو هدف إسرائيل الحالي!

يحيى السنوار
بالرغم من ارتفاع عدد الشهداء والجرحى ودمار الذي لحق قطاع غزة، إلا أن سكانه يشعرون كأن الحرب بدأت الآن، فمنذ انتهاء الهدنة المؤقتة في القطاع، حتى عادت إلى مسامع أهله أصوات آلة الحرب مرة أخرى، ويزداد عدّاد الضحايا الذي لا يتوقف.

وعلى الرغم من انتهاء الهدنة إلا أنها لم تكن كافية، حيث استمرت لمدة 7 أيام فقط، ولم تمنح سكان القطاع فرصة لالتقاط الأنفاس ونيل قسط من الراحة، لكنها كانت نافذة لتفقد الأنقاض والبحث عن جثامين الضحايا لمواراتها الثرى؛ ومع نهايتها، تختلج مشاعر ما قبلها أهل القطاع من جديد.

والآن تجتاح نفس مشاعر الخوف والقلق بين سكان غزة كما هو الحال في أول أيام الحرب؛ بل إنهم باتوا يتوقعوا أن الأسوأ لم يأتِ بعد.. فالمعارك الراهنة أكثر عنفاً، وتدور في أكثر مناطق القطاع ازدحاما بالسكان، ومن بينها حي الشجاعية وجباليا في الشمال وخان يونس في الجنوب.

والجدير بالإشارة أن قوات الاحتلال الإسرائيلية كانت قد أجّلت معركتها في حي الشجاعية وجباليا إلى مرحلة متأخرة؛ وبدأتها بشكل تدريجي خلال الأيام الماضية.

المعركة المؤجلة

أما الوضع الآن في هاتين المنطقتين، فأن البنايات السكنية باتت تتهاوى بفعل القصف الإسرائيلي المستمر، فيما تواصل الآليات الإسرائيلية التقدم، بينما ما زال الكثير من السكان باقين في منازلهم، لم يخلوها إلى جنوب القطاع، الذي يشهد معارك ليست أقل ضراوة.

فيما يرجح جيش الاحتلال أن الترسانة الأقوى لحركة “حماس”، والعدد الأكبر من عناصرها، في منطقة الشجاعية وجباليا، والتي تُوصف بأنها “معاقل الحركة”، ومن ثم، فإن إسرائيل ترى أن المعركة لن تكون بسيطة، وستمر بالعديد من التعقيدات.

فيما كشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، عن مقتل ضابطين وثلاثة جنود في المنطقتين أثناء اشتباكات دارت مع الفصائل الفلسطينية المسلحة، أبلغ شهود عيان وكالة أنباء العالم العربي (AWP) بأن القوات الإسرائيلية تستهدف مربعات سكنية بأكملها في المنطقتين وتسوّيها بالأرض لفتح الطريق أمام آلياتها.

ويشار إلى أن جباليا المدينة وحدها تضم حوالي 200 ألف فلسطيني، بحسب أحدث إحصائية للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فيما يصل إجمالي عدد سكان مخيم جباليا نحو 56 ألف نسمة.

بينما في شرق غزة، الذي يعد حي الشجاعية أكبر أحيائه، فيضم نحو 350 ألف نسمة بشقيه، الشجاعية الجنوبية (التركمان) والشجاعية الشمالية (الجديدة أو حي الأكراد)، بالإضافة إلى أحياء الدرج والتفاح والزيتون.

ثأر قديم
وفي السياق ذاته، يوصف أهالي الشجاعية، العارفون بما دونته كتب التاريخ عن حيّهم، بأنه حارس بوابة قطاع غزة.

ويتواجد في شمال الحي، مقبرة الحرب العالمية الأولى، التي دفن فيها آلاف الجنود. ويشار إلى أن القصف الإسرائيلي العنيف والمتواصل أهالي قطاع غزة بتلك المقبرة؛ فهم يخشون تحول الحي بأكمله إلى مقبرة لأهله ممن استمروا بالبقاء في منازلهم على النزوح.

ويؤكد أهالي حي “الشجاعية” أن تدمير حيّهم هي مسألة ثأر قديم، بعد أن تمكنت الفصائل الفلسطينية من أسر الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون،عام 2014، أثناء تصديها لتوغل بري للجيش الإسرائيلي في الحي.

حبنها، دكّت المدفعية الإسرائيلية الحي بشكل عنيف، واستشهد نحو 75 فلسطينيا، وهو ما لمّح إليه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لدى تفقده القوات المتوغلة نحو الشجاعية، عندما قال إن لواء “جولاني في مهمة تصفية حسابات.. لن يخرجوا من الشجاعية إلا بعد تدمير قدرات حماس”.

وبحسب ما تم رصده من تحركات للآليات، فإن الاقتحام الآن لم يكن من الطريق المعتاد الذي تستمر الآليات الإسرائيلية في الدخول من خلال، وهو من أقصى شرق الشجاعية، المنطقة الأقرب للمنطقة الحدودية المعروفة باسم غلاف غزة، بل من المنطقة الجنوبية الغربية للحي.

ووفقاً لما أعلنته وسائل إعلام إسرائيلية، فإن هذا التكتيك هدفه تفادي الاشتباكات مع إعداد حماس المتوقع في المناطق الحدودية، من ناحية الأنفاق المفخخة والأسلحة والوحدات المتمركزة هناك.

وكما جاء في “خارطة الاقتحام”، أن القوات الإسرائيلية بدأت دخول الحي من منطقة مفترق الشجاعية، وتوغّلت في الأحياء القريبة من المفترق، وباتت داخل بعض الأحياء التي تكون مليئة بالسكان في الوضع الطبيعي، حيث تمركزت هناك واعتلى بعض القناصة العمارات المجاورة للمفترق.

وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن الانتهاء من حي الشجاعية وجباليا قد يستمر حتى نهاية الشهر الجاري.

بحث عن صورة النصر

حتى وقتنا هذا، لم تستطيع إسرائيل إظهار صورة النصر التي تبحث عنها؛ وبالتالي فإن وقف الحرب في هذه الفترة مستبعد وفقا للقناعة الإسرائيلية الداخلية بأنها لم تحقق أهداف الحرب التي وضعتها.

أما بالنسبة لصورة النصر تلك التي تتطلع تل أبيب في تخقيقها، تتمثل في اغتيال قيادي كبير في حماس، مثل يحيى السنوار، وليس أقل منه على سلم الترتيب القيادي في الحركة، أو حتى اعتقاله؛ أو قد تكون بتحقيق السيطرة التامة للآليات الإسرائيلية على قطاع غزة بشكل كامل.

كما تعلم إسرائيل أن ما عرضته من صور سابقة، ليس ما تبحث عنه، بل هو أقصى ما تمكنت الوصول إليه في فترة ما قبل الهدنة. وعليه، فإن المعارك القادمة ستكون أشد عنفاً حتى تحصل على الصورة المنشودة. وتقول هيئة البث الإسرائيلية إن المعارك ستكون على أكثر من جبهة في وقت واحد.

وبما يظهر في الواقع الميداني، فعلى ما يبدو أن تل أبيب بدأت بالدخول إلى المناطق الأصعب في آن واحد. وقد وضعت هدفا جديدا تسعى لتحقيقه في هذه المرحلة من الحرب، وهو تدمير الأنفاق التي تستخدمها حركة حماس.

إغراق الأنفاق
وفي هذا الإطار، كشفن صحيفة ‘وول ستريت جورنال” الأميركية، أن تل أبيب بنت نظاما من المضخات الضخمة التي يمكن استخدامها لإغراق شبكة أنفاق حماس تحت الأرض في قطاع غزة بمياه البحر.

ولفت “التقرير”، إلى أنه تم تجميع مجموعة المضخات، التي تضم ما لا يقل عن خمس مضخات مياه ضخمة، شمال مخيم الشاطئ للاجئين في شمال قطاع غزة، ومن الواقع الميداني أن إسرائيل بدأت بالدخول إلى المناطق الأصعب في وقت واحد.

ومن المرجح أن تستخدم هذه المضخات لسحب المياه من البحر

العربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock