أخبار لبنانية

الرئاسة تنتظر غزة

“ليبانون ديبايت”
لا تشي المداولات السياسية في الحلقات الضيقة لبعض المرجعيات السياسية والحزبية، بأن الإتصالات والتحركات المرتقبة على الساحة الداخلية، ستفتح ثغرةً في جدار الأزمة الرئاسية، أقلّه على المستوى الداخلي، في ظل استمرار الغموض على هذا الصعيد، سواء بالنسبة لخطة رئيس المجلس نبيه بري، أو بالنسبة للمرشّح التوافقي، الذي أبدى غالبية النواب تأييدهم. وإذا كان مرشّح رئيس المجلس أو “الثنائي الشيعي”، ما زال رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، فإن مرشّح المعارضة، وباختصار، هو قائد الجيش العماد جوزيف عون، وفق الكاتب السياسي والمحلِّل علي حمادة، الذي يؤكد أن عون، لا ينتمي إلى الفريق المعارض، ولكن المعارضة مستعدة أن تقدم وتدعم ترشيحه.
اعلان

في المقابل، يقول المحلِّل حمادة في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أن قائد الجيش، لا يعتبر نفسه مرشّحاً عن المعارضة، مثل المرشّحين السابقين النائب ميشال معوض والوزير السابق جهاد أزعور، مشيراً إلى أن “مروحة التأييد لقائد الجيش واسعة، وهو يتمتع بتأييد دولي واسع، وكذلك بتأييد عربي واسع، ويتميّز بهذا الأمر عن فرنجية الذي لا يحظى بتأييد خارجي، حتى أن الفرنسيين تراجعوا عن تأييده، والأميركيون لا يؤيدونه، إنما هناك علاقات ديبلوماسية معه وليس أكثر، وعملياً، فإن الأميركيين يتعاطون مع الواقع، وهم واقعيون وبراغماتيون، بمعنى أنهم يتعاملون مع من سيصبح رئيساً للجمهورية، بالإضافة إلى أنه ليس بينهم وبين فرنجية أي عداوة”.
وفي الوقت الحالي، يكشف حمادة، أن المرشّح المفضّل لأوروبا والأميركيين والدول العربية، هو قائد الجيش، فيما فرنجية هو مرشّح “الثنائي الشيعي” فقط، وهذه نقطة قوة ونقطة ضعف في آن.
وعن نقطة القوة لدى فرنجية، يقول حمادة، فهي تكمن في أن “الثنائي الشيعي” قادر على التعطيل والعرقلة لفترة طويلة، وقادر على التأثير على عددٍ من النواب من خارج إطاره، بينما نقطة ضعفه أنه لا يحظى بتأييد وغطاء مسيحي جدي، كما أن علاقات فرنجية العربية، لا تتخطى إطار اللياقات، وعلاقاته الدولية لا تخرج عن الإطار الديبلوماسي المحلي، وليست لديه علاقات في الخارج، ويضاف إلى ذلك، نقطة ضعف أساسية، وهي أن وصوله إلى رئاسة الجمهورية، “لا يحمل تباشير تغييرية أو تباشير إصلاحية أو تباشير بأن لبنان يخطو خطوةً باتجاه حلول جدية، بمعنى أن وصوله سيعني استمرار مواكبة الأزمة”.
أمّا في ما يتعلق بما أعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري حول الإستحقاق الرئاسي، يلفت حمادة، إلى أن الرئيس بري تحدث عن أنه سيركِّز بداية العام المقبل على الملف الرئاسي، لكن كل المعطيات تدل على أن الموضوع مؤجّل إلى ما بعد حرب غزة.
ويكشف حمادة عن انعدام الإهتمام الخارجي بالشأن اللبناني، باستثناء بعض الإهتمام الفرنسي المحدود عبر الموفد الفرنسي الرئاسي جان إيف لودريان، الذي سيزور بيروت بعد ثلاثة أسابيع، لكنه لا يحمل شيئاً في جعبته حتى الآن، فالإهتمام يتركّز حول إنهاء حرب غزة وتجنيب لبنان التورّط فيها، حيث أن الأولوية لدى المجتمع الدولي تبقى غزة ومنع لبنان من التورّط، أمّا رئاسة الجمهورية، فمؤجلة إلى ما بعد ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock