أخبار لبنانية

البزري: لا رابط بين ما يجري في المنطقة والملف الرئاسيّ

اتحاد درويش – الأنباء الكويتية

رأى النائب المستقل د. عبدالرحمن البزري أن الحرب الدائرة في غزة والضفة والعدوانية التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، تعكس نفسها على أحداث المنطقة، كما على كل الساحات وليس فقط على فلسطين.

ولفت الى أن هناك متغيرات سياسية خطيرة إضافة للمتغيرات الأمنية. وأن ما نشهده على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة وفي البحر الأحمر والتوتر في بعض ساحات المنطقة يشير الى أن تداعيات الأحداث الأمنية ولاحقا الجيوسياسية ستكون الأخطر، ما يدفعنا كلبنانيين لأن نتحمل جميعنا المسؤولية من خلال قراءة جدية أننا في خضم ما يحدث سواء كنا مشاركين في المعارك الدائرة أم لا.

وعليه أكد د. البزري في تصريح لـ«الأنباء» أننا نواجه أخطارا داهمة والمطلوب أن تكون هناك قناعة لدى معظم القوى اللبنانية للبحث عن نقاط التضامن الداخلي وتحصينها في هذه اللحظات الاستثنائية في خضم الحرب القائمة وهذا الحجم الكبير من الخسائر والمتغيرات والظروف الأمنية والعسكرية والإنسانية، لأنه من المستحيل أن تنتهي بتفاهم على وقف إطلاق النار، بل ستكون لها تداعياتها على الداخل اللبناني، لذلك المطلوب النزول قليلا عن السقف العالي الذي تضعه القوى أكانت في هذا الجانب أو ذاك، والبحث عن القواسم الوطنية المشتركة.

وعن الاتصالات الدولية مع لبنان لخفض مستوى التوتر على الحدود الجنوبية مع إسرائيل أكد د.البزري أن مختلف القوى وغالبية اللبنانيين لا تريد توسعة الحرب ولا تريد حربا بالمفهوم الكبير أو بتجارب سابقة حصلت بين لبنان والكيان المحتل وعدوانيته وتعديه على نقاط خلافية على الحدود والخيارات التي يصادرها من لبنان. لافتا الى أن الجبهة الجنوبية ستبقى حساسة واحتمال التصعيد فيها وارد بالنظر الى التهديدات الإسرائيلية بتدمير لبنان، لذلك كل ما يحصل على الرغم من عنف الرد الإسرائيلي واستهدافه لمواقع مدنية، فإن الرد اللبناني منضبط وبسقف معين وكأن هناك مؤشرا الى عدم الرغبة بأن يتوسع، إنما توسع الاشتباك مرتبط بشكل أكبر بالعدو الإسرائيلي.

وفي السياق أضاف د.البزري أنه علينا أن نكون واضحين مع الموفدين الديبلوماسيين الذين يأتون لبنان بشكل دائم للبحث بالقرار 1701 وتهدئة الوضع جنوبا، أن هذا القرار كما هو مسؤوليتنا هو مسؤولية إسرائيل أولا. وبالتالي فإن النقاش يكون حول النقاط الخلافية على الحدود مع فلسطين المحتلة، لذلك فإن الغرب عموما والأميركيين تحديدا عندما يأتون ناصحين فإنهم يضعون نصب أعينهم سلامة شمال فلسطين المحتلة لتأمين سلامة المستعمرات.

وعن الموقف اللبناني الرسمي وربط رئيس الحكومة ما يحصل بغزة بما يجري على الحدود الجنوبية اللبنانية، أكد د.البزري أنه علينا ألا نفوت مناسبة إلا ونظهر فيها وجهة نظرنا كدولة وحكومة وشعب، ومن هو مجبر على إظهار هذه الوجهة هي الحكومة وإن كانت حكومة تصريف أعمال ومستقيلة، ومن يقوم بهذا الواجب هو رئيس الوزراء ووزير الخارجية. والرئيس نجيب ميقاتي لديه حركة ديبلوماسية نشطة يجب النظر اليها بعين الإيجابية وهو لم يخرق قواعد السقف اللبناني عندما اعتبر أن ما تقوم به المقاومة هو ضمن سقف محدود ويعطي إشارات انها تريد الدفاع عن لبنان، كما تضع نصب أعينها قضية فلسطين أيضا تضع نصب أعينها مصالح الشعب اللبناني والمصلحة الوطنية اللبنانية.

وأشار د.البزري أن أي توتر أمني في الجنوب سوف يكون له تأثيره ليس فقط على الجنوب بل على كل المناطق اللبنانية، أكان لناحية النزوح السكاني وتأثير ذلك أيضا على الحركة الاقتصادية، لكن الأهم من كل ذلك عدم الانجرار الى الحرب الكبرى. في المقابل يجب إظهار القناعة أننا كلبنانيين وإن كنا مختلفين أن نتضامن معا للدفاع عن أرضنا في حال حصول اعتداء إسرائيلي واسع على لبنان.

وفي الملف الرئاسي أكد د.البزري أنه لا رابط بين ما يجري في المنطقة من تواترت أمنية وبين الملف الرئاسي الذي يدعوننا الى الاستعجال سريعا الى انتخاب رئيس للبلاد، لافتا الى أنه لا مؤشرات حقيقية أو أي تقدم في هذا الملف على الرغم من الحديث عن قرب وصول موفدين من دول اللجنة الخماسية وعن لقاءات محتملة بين دول الخماسية من أجل الملف الرئاسي، بالمقابل فإن الأرضية الداخلية غير مؤهلة، والجميع باق على تموضعه وتمترسه خلف شعارات وأفكار وكأنه ذاهب الى الانتخابات النيابية، دون الاقتراب الى الوسط قليلا أو التنازل عن بعض النقاط من أجل تسهيل الأمور السياسية والإدارية وتحريك عجلة التشريع وعجلة السلطة التنفيذية من أجل خدمة المواطن ومصالحه، كل هذه الاعتبارات جديرة بأن تدفع بنا الى ملء الشغور الرئاسي من أجل إعادة تحريك عجلة الدولة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock