لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني: نثمّن موقف الحكومة السورية بشأن موافقتها على ترؤس إسبانيا للجنة الاستشارية للأونروا
صدر عن لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني البيان التالي: “تقدر لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني في رئاسة الحكومة اللبنانية وتثمّن بشدة موقف الحكومة السورية بشأن موافقتها على ترؤس إسبانيا للجنة الاستشارية للأونروا للعامين 2025-2026. إن هذه الخطوة تؤكد مرة جديدة التزام سوريا بدعم القضية الفلسطينية ومساندة الجهود الرامية لضمان استمرار عمل اللجنة الاستشارية للأونروا، خصوصاً في ظل الظروف الدقيقة والضغوط الكبيرة التي تتعرض لها الوكالة منذ السابع من تشرين الأول.
إن قرار الحكومة السورية بالموافقة على رئاسة إسبانيا للجنة الاستشارية يعكس إدراكها العميق لأهمية دور الأونروا في تقديم الدعم والمساعدات الحيوية للاجئين الفلسطينيين في مختلف مناطق عملياتها، كما يعكس حرصها على الحفاظ على استقرار هذه المؤسسة الدولية التي تلعب دوراً حيوياً في حياة ملايين الفلسطينيين وفي هذا السياق، نشيد بجهود الحكومة السورية التي، وللسنة الثانية على التوالي، تبدي حرصاً شديداً ومتابعة دقيقة لدعم الإجراءات التي تضمن استمرارية عمل اللجنة الاستشارية وتعزيز دور الأونروا في تقديم خدماتها.
منذ السابع من تشرين الأول، تواجه الأونروا تحديات وضغوطاً غير مسبوقة على عدة جبهات، سواء من الناحية المالية أو السياسية. هذه التحديات تفرض على المجتمع الدولي تكثيف الجهود لدعم الوكالة وضمان استمرارها في تقديم خدماتها الأساسية للاجئين الفلسطينيين. إن موقف الحكومة السورية يشكل نموذجاً يُحتذى به في هذا الصدد، حيث أنه يرسل رسالة واضحة حول أهمية التضامن العربي والدولي مع الأونروا في هذه المرحلة الحساسة.
وفي ضوء هذا، نود التأكيد على أهمية تضافر الجهود الدولية لضمان استمرار عمل الأونروا وتمكينها من تنفيذ مهامها الحيوية. إن دعم الدول الأعضاء في اللجنة الاستشارية، بما في ذلك إسبانيا التي ستتولى الرئاسة، يلعب دوراً محورياً في توفير الزخم المطلوب لتعزيز دور الأونروا. ونحن على ثقة بأن القيادة الإسبانية ستستمر في هذا الاتجاه، مدفوعة بالتزامها الراسخ بحقوق الإنسان والقانون الدولي.
إن الدعم الذي قدمته الحكومة السورية يبرز أيضاً أهمية التعاون الإقليمي والدولي في مواجهة التحديات المشتركة. في هذا السياق، نشير إلى أن الأونروا ليست مجرد وكالة إغاثة، بل هي ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار في المنطقة وتعزيز السلام والأمن. وبالتالي، فإن أي تراجع في دعمها يمكن أن يؤدي إلى تداعيات سلبية على الصعيدين الإنساني والسياسي.
نود أن نعبر عن شكرنا العميق للحكومة السورية ولكل الدول الأعضاء في اللجنة الاستشارية على دعمها المستمر للأونروا. إن هذا الدعم يعكس التزاماً جماعياً بمبادئ العدالة والإنسانية، ويعزز من قدرة الأونروا على مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية. كما نأمل أن تستمر هذه الروح من التعاون والتضامن في المستقبل، لضمان أن تظل الأونروا قادرة على تقديم خدماتها الأساسية لملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين يعتمدون عليها.
في الختام، نؤكد على أهمية دور الأونروا كمؤسسة دولية حيوية وضرورية، وندعو المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهوده لدعمها. إن استمرار دعم الدول الأعضاء في اللجنة الاستشارية، بما في ذلك إسبانيا وسوريا، يمثل خطوة أساسية نحو تحقيق الأهداف الإنسانية والتنموية المشتركة. نحن على ثقة بأن هذا التعاون سيسهم في تعزيز دور الأونروا وضمان استمرارية خدماتها في هذه المرحلة الحساسة والمستقبل”.
