*كفكفوا الدموع وانهضوا حباً واقتداء بمن سلك فملك وملك فسلك*
لعل مشاركتي في خدمة النازحين وقربي منهم والركض لإسعاف حالات الإغماء بعد خبر الفاجعة وانا أقوم بدور المخفف عنهم والمسعف لهم جعلني أحبس دموعي في اللحظات الأولى وساهم في ازدياد حزني الداخلي…فما إن هدأت الناس حتى دخلت كابينة سيارة الإسعاف وأقفلت على نفسي وفجرت بالبكاء الذي لم يحصل معي في عمري إلا بوفاة والدي….فسبحان الذي جعل الدموع تبريدا للقلوب …ثم تذكرت موت رسول الله صلى اله عليه واله وسلم…نعم إقرأوا الآيات بهدوء وتدبّر …*(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا ۗ وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ۚ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145) وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ*
مات رسول الله صلى الله عليه واله وسلم واستمرت الأمة من بعده…..وطريق الحق والباطل بدأ من قابيل وهابيل ومستمر الى قيام الساعة…ومن الاخلاص والتسديد الإلهي ان هذه المؤسسة لاتموت ان مات امينها او صاحبها او مؤسسها…بل تزاد ثباتا على ثباتها وقوة على قوتها…قدّر الله ولا اعتراض على قدره وامره وحكمته…ولعل كثير منا يرى فقط *أخرقتها لتغرق أهلها*
ولا نرى حكمة الله في بواطن الأمور …فكما كان استشهاد السيد عباس ارتقاء ورفعة وعلو …وغيره من الشهداء …ستستمر المسيرة وطريق ذات الشوكة محفوف بالإبتلاءات والمكاره للإمتحانات والتمحيص …فلننظر للإيجابيات وعلى سبيل المثال لا الحصر…تعاطف وتكاتف اللبنانيين…وعي كثير من الناس الذين لم نكن نتوقع منهم يوما الترحّم على السيد او وضع صورته….وفشل موضوع الفتن بغض النظر عن الذباب والحثالة العميان…وغير ذلك الكثير….
فالنكفكف الدمع وننهض من جديد…نلنحق بالركب مقبلين غير مدبرين حبا بمن سلك فملك وملك فسلك …ملك القلوب لأنه على خطى الحبيب المحبوب سلك طريق الحق الذي تخلى عنه الكثير …نحن في معركة هي جزء من حرب كبيرة تشمل الفكر والفتن والزور والكذب لتفكيك التعاضد والتماسك….قوموا بكل قوة واستجمعوا طاقاتكم…فبإذن الله…سنرى قريبا ما يُثلج صدور المؤمنين ونصرُ الله سيكون سببا في نصرِ الله.
الشيخ صهيب حبلي https://t.me/sohaibhabli