أخبار لبنانية

الوضع الصحي لـ دريان فتح معركة خلافته قبل عامين من تقاعده.. اليكم ما يجري

تصادف يوم غد الخميس الذكرى التاسعة لانتخاب الشيخ عبد اللطيف دريان في 10 اب من العام 2014 ويبقى امامه عامان ليحال الى التقاعد عن عمر 72 عاما وفق القانون الذي حدد السن التي تنتهي فيها ولاية مفتي الجمهورية، وهو ما ينطبق على مرجعيات اسلامية روحية في مذاهب اخرى، وجرت محاولات دائمة الى ان يبقى مفتي الجمهورية مدى الحياة لكنها فشلت سابقا وكانت الوعود تأتي من مراجع رسمية وسياسية سنية كما حصل مع المفتي السابق الشيخ محمد رشيد قباني الذي وُعد من “تيار المستقبل” بأن يعدل القانون لصالحه ويستمر في مركزه على مدى قيد الحياة حيث خاض الشيخ قباني المعارك السياسية “لتيار المستقبل” لا سيما عندما حوصرت السراي الكبير وكان فؤاد السنيورة رئيسا للحكومة في العام 2006 فأقام المفتي دريان صلاة الجمعة في مقر رئاسة الحكومة وهي ظاهرة لم تحصل من قبل، لكن “تيار المستقبل” انقلب على قباني وخاض حملة ضده وطالبه بالخروج من دار الفتوى في التوقيت القانوني له.

وما حصل مع المفتي قباني جرت محاولة مماثلة لتعديل سن التقاعد لصالح المفتي الحالي بأن يبقى في موقعه مدى الحياة لكن هذه الفكرة التي طرحها سعد الحريري لم تلق التجاوب اذ كان يريد منه ان يبقى له وجود في دار الفتوى من خلال المفتي دريان الذي لقي ايضا مساندة من مفتي الجمهورية في الازمة التي مر بها سعد الحريري اثناء احتجازه في الرياض في 4 تشرين الثاني عام 2017 ولم يوافق على ان يكون شقيقه بهاء بديلا عنه كما لم يقبل به ايضا آل الحريري كما مراجع سياسية سنية وقاد الحملة الوزير السابق نهاد المشنوق.

وبعد اصابة المفتي دريان بمرض عضال وانتكاس صحته بدأ التفكير لدى مرجعيات سياسية وروحية بالبديل حيث فتحت خلافته باكرا وفق ما تقول مصادر مطلعة على الوضع في دار الفتوى التي تعاني من شح مالي وتوقف الهبات والمنح التي كانت تأتيها من دول لا سيما خليجية كالسعودية والامارات وقطر ولكل من هذه الدول توجهها واسبابها وهذا ما اثر سلبا على موقع مفتي الجمهورية الذي هو الرئيس المباشر لجميع علماء الدين المسلمين اذ ارتفعت الاصوات من موظفي دار الفتوى ومشايخ دين لا سيما المدرسين منهم بضرورة تأمين الدعم المالي لهم مع الانهيار المالي الذي بدأ يتهاوى منذ العام 2019 فبدأت الليرة اللبنانية تتدحرج امام سعر صرف الدولار منذ بدأ الحراك الشعبي في 17 تشرين الاول 2019 رفضا لزيادة الرسم على مكالمات الهاتف الخليوي عبر تطبيق “واتساب” فانتفض مواطنون في الشارع وخرجوا الى الساحات العامة لكن الاوضاع المالية ازدادت تدهورا مع انسداد حلول سياسية وعدم تنفيذ الاصلاحات من الحكومات المتعاقبة والمطلوبة لبنانيا ودوليا.

فانخفاض القدرة الشرائية عند اللبنانيين اثر على كل القطاعات لا سيما الموظفين منهم ودار الفتوى مؤسسة دينية لكنها من مؤسسات رئاسة الحكومة وتخضع لقانون الموظفين وما يعانيه موظفوها من رجال دين وزمنيين هو ما يعانيه القطاع العام اذ قامت حركات احتجاجية من قبل مشايخ تحت وطأة الظروف المادية والمعيشية وتم تسيير احتجاجات امام دار الفتوى في الزيدانية – بيروت وفق ما اشارت المصادر المواكبة لتلك الاحتجاجات مما ارخى ثقلا على المفتي دريان الذي طرق كل الابواب لاستعادة منح كانت تصل الى دار الفتوى لكن سدت في وجهه كل المحاولات والاتصالات التي اجراها هو شخصيا وافراد كلفوا بها.

امام هذه الازمة المالية التي تمر بها دار الفتوى جاء مرض المفتي دريان الذي يقوم بواجباته لكنه قد لا يكمل ولايته مع ازمته الصحية وهو ما اسّر به لمقربين منه لكنه سيستمر في موقعه الى ان يحين وقت خروجه من دار الفتوى بارادته، كما في تجنيب منصب مفتي الجمهورية خلافات داخل الطائفة السنية حيث بدأت تبرز صراعات حول اسم المفتي الجديد مع توزع القوى والمراجع التي تخوض معركة من يخلف دريان حيث كشفت المعلومات بأن “تيار المستقبل” يؤيد ترشيح رئيس المحاكم الاسلامية الشرعية الشيخ محمد عساف، ودخل الرئيس فؤاد السنيورة على خط خلافة دريان فأيد وصول المفتش العام للاوقاف الاسلامية الشيخ اسامة حداد، كما يبرز اسم الشيخ امين الكردي وهو مقرب من الخط الاسلامي المتشدد وكذلك اسم الشيخ زياد الصاحب مسؤول جمعية “الفتوة”.
وللسعودية رأي ودور في ذلك ولا يعلنه سفيرها في لبنان وليد البخاري الذي كرّم المفتي دريان قبل نحو شهر بحضور غالبية نواب السنة لكن لم يجر التطرق الى خلافة دريان الذي رأى البعض في التكريم السعودي له تأييدا له في منصبه والبعض اشار الى انه حفلة وداع له في ظل وضعه الصحي الذي هو نفسه قلق منه بعد تغلغله في انحاء من جسده لكنه يقابله بالايمان والصبر والاتكال على الله كما تؤكد مصادره التي لا تدخل في ما اذا كان مفتي الجمهورية قرر الخروج من منصبه بسبب وضعه الصحي وبدأت معركة خلافته.

فثلاثة اطراف سيكون لها دور وتأثير في البحث عن من يخلف دريان اذا قرر الانكفاء وهم “تيار المستقبل” الذي لا يلقى رضى سعودي على دوره والسنيورة الذي يجمع حوله شخصيات ليكون له موقع داخل الطائفة السنية والسعودية التي تراقب.

كمال ذبيان – الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock