أخبار لبنانية

كل الوفود التي أتت لها هدف واحد”…السيد نصرالله: من يهددنا بالتوسعة في الحرب نهدده بالتوسعة كذلك

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أنه وبعد 130 يوماً على العدوان الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة، نشهد “فشلاً للعدو الاسرائيلي العاجز عن تحقيق الأهداف”، مقابل “الصمود الأسطوري للمقاومين في غزة، والبطولات التي تصل الى حد الاعجاز، والصبر الذي لا مثيل له في التاريخ”.

وفي كلمته خلال الاحتفال التكريمي الذي يقيمه حزب الله للجرحى والأسرى المقاومين في “يوم الجريح المقاوم”، قال السيد نصرالله إن ذلك يتزامن مع “129 يومًا من الدعم والاسناد والتضامن من دول محور المقاومة والعديد من شعوب العالم”. وفي سياق متصل، أكد الأمين العام لحزب الله أن “ما يجري في غزة يجب أن يهز ضمير كل الناس في العالم، ويجب أن يستشعروا المسؤولية تجاه هذا العدوان والكارثة الانسانية”.

وأشار السيد نصر الله إلى أن العدو يقاتل في الجبهة الجنوبية اللبنانية “ضمن حدود وضوابط”، موضحاً أن “هذه التجربة ثبتت موازين الردع واثبتت أن لبنان لديه قوة ردع، ولكن هناك جو كبير من التهويل قد يصل إلى مستوى الانحطاط الأخلاقي والسفالة”، مشيراً في هذا إلى “تخويف أهالي القرى الجنوبية الحدودية عبر الاتصال بهم ودعوتهم الى اخلاء المنازل وزرع البلبلة خدمة للعدو”.

وهنا أعلن الأمين العام لحزب الله أن “كل الوفود التي أتت إلى لبنان خلال الأشهر الماضية لها هدف واحد هو أمن “اسرائيل” وحمايتها ووقف اطلاق النار على المواقع الصهيونية، وإعادة الـ 100 ألف مستوطن إلى المستوطنات”، مضيفاً أن هذه الوفود الغربية “تتبنى بالمطلق الورقة الاسرائيلية وتكتفي بتقديمها للبنان”، وأنها “لا تتناول في اوراقها أي أمر يتعلق بما يحصل في غزة من عدوان وجرائم ومجاعة أو الاعتداءات الصهيونية على لبنان والاراضي المحتلة فيه”.

وفي هذا السياق، قال السيد نصر الله إن “هذه الوفود القادمة الى لبنان تحاول التهويل علينا”، مؤكداً أن “هذا لم يجد نفعاً، وأن المكاسب السياسية التي يلوح بها لا يمكن أن تؤثر على موقفنا ولن تؤدي الى وقف هذه الجبهة”، معلناً أن “الجبهة في جنوب لبنان هي جبهة ضغط ومشاركة وتضامن لاضعاف العدو الصهيوني واقتصاده وأمنه حتى يصل إلى النقطة التي يقتنع فيها أن عليه أن يوقف عدوانه على غزة”، مؤكداً أنه “حتى شنّ الحرب لن يوقف هذه الجبهة”.

وفي هذا الاطار، أكد الأمين العام لحزب الله أن “العدو ليس في موقع فرض الشروط على لبنان”، داعياً “الموقف الرسمي اللبناني إلى وضع شروط جديدة على القرار 1701 لا تطبيقه”، موضحاً أن “لبنان في موقع القوي ومن يفرض الشروط والعدو هو المأزوم”.

وفي سياق الحديث عن جبهة جنوب لبنان، قال السيد نصر الله إن ما نراه اليوم هناك “هو بالدرجة الأولى استجابة صادقة للمسؤولية الايمانية والأخلاقية والدينية”، متابعاً أن “ما نقوم فيه في جبهتنا اللبنانية هو كذلك مسؤولية وطنية بالدرجة الاولى لمنع انتصار “اسرائيل””.

ولفت إلى أن “وجود “اسرائيل” مصيبة لكل المنطقة”، موضحاً في الوقت نفسه أن ” “اسرائيل” القوية كانت خطراً، أما الخائفة والمردوعة فتشكل حالة أقل خطراً وضرراً على شعوب المنطقة”. وهنا أكد السيد نصر الله أنه “أمام ما يجري في غزة، المصلحة الوطنية اللبنانية والسورية والأردنية والمصرية تقتضي بخروج “اسرائيل” من هذه المعركة مهزومة ومنكسرة”.

وفي هذا السياق، تطرق السيد نصر الله إلى أن “هناك من يقول عبارات مهينة لكل التضحيات التي يتم تقديمها في مواجهة العدو”، وأن “هناك أطراف تطلق أحكاماً مسبقة اياً تكن الانجازات والانتصارات وتصف ما يتحقق بأنه انجاز وهمي”، واصفاً هذه الأطراف بأنه ” ينطبق عليهم قول صمٌ بكمٌ عُميٌ أياً كان النقاش معهم”. وتابع السيد نصرالله أن “هذه الفئة التي تدّعي أن القانون الدولي يحمينا، وتجادل في جدوى المقاومة ميؤوس منها”.

في الوقت نفسه، شدد الأمين العام لحزب الله أن “السجال يجب أن لا يتحول الى نزاع طائفي لأن ذلك مصلحة اسرائيلية”، موضحاً أن “الانقسام حيال “اسرائيل” موجود في لبنان منذ نشوء كيان الاحتلال وهناك شهداء مسيحيون ومسلمون في مواجهته”.

وأكد أن “من يتحمل العبئ بالدرجة الأولى في الجبهة الجنوبية هم أهل القرى الحدودية ويتضامن معهم باقي لبنان”، وأن “عدداً كبيراً من الشهداء هم من أبناء القرى الحدودية الأمامية”، معلناً أن “أغلبية اهالي القرى الحدودية في الجنوب هذه إرادتها وخيارها وهي لا تحتضن المقاومة فقط، بل تمارس فعل المقاومة”. وأضاف السيد نصرالله أن “أهل القرى الأمامية والجنوب هم الجزء الأكبر في لبنان الذي عانى من وجود “اسرائيل” والكيان الغاصب، وشهدوا أن الذي يستعيد ارضهم ويحمي كرامتهم وأرزاقهم هي المقاومة لذلك كانوا هم المقاومة”.

وأعلن السيد أن البيوت التي تدمر في الجنوب “سيعاد بناؤها أحسن مما كانت”، قائلاً إن “أهل القرى الحدودية قدموا بيوتهم للمقاومة رغم علمهم بأنها ستدمر”. وفي هذا الاطار، أكد السيد نصرالله أن “قوة المقاومة في الجنوب هو في هذا الاحتضان الشعبي والكبير ونحن نستند على هذه الجبال الشامخة والارادات الصلبة”.

ولفت السيد نصرالله إلى أن مشهداً آخر من مشاهد الانحطاط والسفالة هم تخويف أهالي القرى الجنوبية الحدودية عبر الاتصال بهم ودعوتهم إلى إخلاء المنازل وزرع البلبلة خدمةً للعدو، محذراً من أن معلوماتٍ بالمجّان تُقدّم للعدو الصهيوني عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويجب الانتباه إلى ما يُشاع في مواقع التواصل بهدف تخويف الناس والمس بإراداتهم، إذ لا يجوز تقديم معلومات للعدو بالمجان وهو يبحث عنها.

هذا وتطرق الأمين العام لحزب الله إلى “تقديم معلومات بالمجان للعدو الصهيوني عبر مواقع التواصل الاجتماعي”، لافتاً إلى أنه “لا يجوز القيام بذلك، خصوصاً أن العدو يبحث عن هذه المعلومات”، ومؤكداً على ضرورة “الانتباه إلى ما يُشاع في مواقع التواصل بهدف تخويف الناس والمس بإراداتهم”.

وفي السياق، شدد السيد نصرالله أن “الهاتف الخلوي هو جهاز تنصت”، مطالبًا “اخواننا في القرى الحدودية وفي كل الجنوب لا سيما المقاتلين وعائلاتهم الاستغناء عن هواتفهم الخلوية من أجل حفظ وسلامة دماء وكرامات الناس”، مؤكداً أن “الخلوي هو عميل قاتل يقدم معلومات محددة ومميتة”.

وأوضح أن “الاسرائيلي ليس بحاجة لزرع العملاء على الطرقات، فالكاميرات الموصولة على الانترنت تراقب كل الطرقات”، مشيراً إلى وجوب “قطع هذه الكاميرات عن الانترنت، لأن التساهل في هذا الموضوع يساهم في المزيد من الشهداء والخسائر وكشف الجبهة للعدو”.

وقال: “نحن نراقب كل التطورات في المنطقة وكل الاحتمالات مفتوحة لكن نحن نقاتل في الجنوب وعيننا على غزة”، عندما يقف العدوان على غزة سيقف اطلاق النار في الجنوب وعندما يقف اطلاق النار في غزة ويقوم العدو الصهيوني باي عمل سنعود للعمل على القواعد والمعادلات التي كانت قائمة فالمقاومة عملها ردع العدو وستكون ردودنا متناسبة”، مضيفاً “من يهددنا بالتوسعة في الحرب نهدده بالتوسعة كذلك ومن يتصور ان المقاومة في لبنان تشعر لو للحظة واحدة بخوف او ارتباك هو مشتبه ومخطئ تماما ويبني على حسابات خاطئة”. وتابع: “المقاومة اليوم اشد يقينا واقوى عزما لمواجهة العدو في اي مستوى من مستويات المواجهة”.

من جهة ثانية، أكد الأمين العام لحزب الله أن “ما يعيشه محور المقاومة اليوم من مواقع قوة، إنما هو ببركة الثورة الاسلامية في ايران التي انتصرت في مثل هذه الأيام”. وقال: “نحيي اليوم مناسبة يوم الجريح، أي يوم جرحى المقاومة وهم الشريحة الغالية من المضحين”، مضيفاً أن “المناسبة الثانية لها علاقة بأسرى المقاومة الذين عانوا من أيام طويلة في السجون”، لافتاً إلى أنه “لدينا عدد من الملفات ما زالت عالقة مع العدو على سبيل المثال ملف الأسير يحي سكاف”. وفي السياق، أشار الأمين العام لحزب الله إلى أن “أسرانا اليوم بحمد الله كلهم تحرروا ببركة تضحيات المقاومة”.

وفي هذه المناسبة، أكد السيد نصر الله أن “هذه الجراح والدماء صنعت لشعبنا ولوطننا الكثير من الانجازات الحقيقية”، مشيراً إلى أن “مسؤوليتنا الحفاظ على هذه الانجازات”، وأن “الجرحى والأسرى هم أولى الناس بالحفاظ على الانجازات، لأنهم شركاء بذلك والمقاومة هي جزء من وجودهم وكرامتهم”. هذا وبارك “للإخوان في الحرس الثوري في إيران يومهم وعيدهم”، قائلاً إنهم “بحق ومنذ البداية السند الحقيقي والداعم القوي لكل حركات المقاومة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock