أخبار لبنانية

الكابينت” الإسرائيلي ينعقد لمناقشة الجبهة الشمالية: المواجهات والنيران تستعرّ

المدن

تتصاعد حدة التهديدات الإسرائيلية الموجهة ضد لبنان، بالتوازي مع ارتفاع منسوب المواجهات الجارية على الحدود. خصوصاً وأن ضربات حزب الله الأخيرة باتت موجعة أكثر لجيش الاحتلال ومستوطنيه.
ولهذا السبب، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن اجتماعاً لمجلس الحرب الإسرائيلي سينعقد الليلة، لمناقشة التصعيد على الجبهة اللبنانية بطلب من بيني غانتس وحزبه.

بن غفير والحرائق
من جهته، قال وزير الأمن القوميّ الإسرائيليّ، إيتمار بن غفير، إنه “يجب حرق معاقل حزب الله وإبادتها فلا يعقل أن يٌستهدف إقليم لنا ولبنان ينعم بالهدوء”. وأدلى بن غفير بهذا التصريح، صباح اليوم، الثلاثاء 4 حزيران الجاري، من مستوطنة كريات شمونة، التي تعرضت لحرائق الليلة الماضيّة جراء قصف لحزب الله. وسبق وأن وصف بن غفير، أمس الاثنين، أن ما يحدث في شمال إسرائيل، أي هجمات حزب الله والحرائق بـ”الإفلاس”، وأنها “تجسيد لنتائج سياسة الاحتواء”، كما قال إنه “حان الوقت ليحترق لبنان كله”، وفق ما أفادت صحيفة معاريف الإسرائيليّة. وحتّى اللحظة لا تزال طواقم الإطفاء الإسرائيليّة تحاول إخماد مركز حريق في منطقة إصبع الجليل، ويمتد على طول 5 كيلومترات تقريبًا في سلسلة جبال “راميم” (جبل المنارة) بين كريات شمونة والمجلس الإقليمي الجليل الأعلى. وشب حريق في حرش بيريا، شمال صفد، صباح اليوم، في أعقاب إطلاق “القبة الحديديّة” صاروخًا لاعتراض صاروخ أطلق من لبنان.

وعمل 18 طاقم إطفاء في إخماد الحرائق الواسعة طوال الليلة الماضية. وأصيب 16 شخصاً، بينهم 7 جنود وعناصر في “الفرقة المتأهبة” في كريات شمونة، من جراء استنشاق دخان الحرائق. وجرى إخماد حرائق قرب كيبوتسات في شمال إصبع الجليل ومنطقة صفد. وقال رئيس بلدية كريات شمونة، أفيحاي شطيرن، إن “طائرات الإطفاء هي التي سيطرت على الحريق في جبل المنارة لأنه ليس بإمكان شاحنات الإطفاء الوصول إلى المنطقة بسبب طبيعتها الطوبوغرافية”.

وتقول السّلطات الإسرائيلية أن هذه الحرائق اندلعت بسبب إطلاق قذائف صاروخيّة وطائرات مسيّرة من لبنان، وانتشارها السريع جاء بسبب حالة الطقس الحارة والجافة. كما اندلع حريق في جنوب هضبة الجولان المحتلة بسبب سقوط طائرة مسيرة مفخخة. ويقدر أن الحرائق في الجليل جاءت على أكثر من عشرة آلاف دونم.

غارات وهجمات
بالمقابل، شنّ الطيران الإسرائيليّ، فجر الثلاثاء، سلسلة غارات على بلدات في جنوب لبنان، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف. ونفذ حزب الله هجمات مختلفة بالمسيرات والرشقات الصاروخية ضد قوات الجيش الإسرائيلي ومواقعه العسكريّة، وذلك ردًّا على ‏الاعتداءات الإسرائيليّة الّتي طاولت القرى والمنازل المدنية في الجنوب اللبناني. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن أطراف بلدات عيتا الشعب وراميا وكفر شوبا، تعرضت خلال ساعات الفجر والصباح لعشرات القذائف الإسرائيلية، فيما سبق ذلك سلسلة غارات للطيران الإسرائيلي على كفركلا وأطراف دير ميماس ومجرى نهر الليطاني. الأمر الذي اعتُبر أن جيش الإحتلال يُضرم حرائق متعمدة في الجنوب. وقال حزب الله في بيان، “دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌‌‌‏والشريفة، استهدف ‌‏مجاهدو المقاومة الإسلامية، ثكنة راميم ‏بالقذائف المدفعية”.‏

هذا وأعلن حزب الله أنه “شن هجوماً جوياً بسرب من ‏المسيّرات الإنقضاضيّة على لواء حرمون 810 في ثكنة معالي غولاني في الجولان السوري المحتل، ‏مستهدفةً أماكن تموضع واستقرار ضبّاط وجنود العدو”، وأكد “تحقيق إصابات مؤكدة”، وذلك “دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌‌‌‏والشريفة، وردًا على ‏الاغتيال الذي نفذه العدو في بلدة الناقورة”.

عمليات الاغتيال
واستهدفت مسيّرة إسرائيليّة، قبل الظهر، سيارة بين بلدتي لبايا ويحمر، مما أدى لوقوع إصابتين، واشتبه بسقوط عنصر في حزب الله في هذا الاستهداف. ومجدداً، أغارت مسيّرة إسرائيلية على دراجة نارية في الناقورة، اليوم، ولم يصرح بعد عن وقوع إصابات.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أن قواته نفذت 100 عملية اغتيال استهدف من خلالها عناصر في حزب الله بناء على جمع معلومات استخباراتية بواسطة وحدة الاستطلاع 869 التابعة للفرقة 91 “عوتسفات هغليل”. وجاء في بيان صدر عن جيش الاحتلال أنه “بفضل عمليات رصد ومتابعة نفذتها وحدة الاستطلاع 869 تم القضاء على أكثر من 100 عنصر من حزب الله منذ بداية الحرب”، وأشار إلى أن الوحدة 869 “مسؤولة عن جمع المعلومات الاستخباراتية متعددة الأبعاد في منطقة الحدود اللبنانية”. وأضاف أنه “منذ بداية الحرب، تعمل الوحدة بشكل مكثف لجمع المعلومات الاستخباراتية وتشخيص عناصر حزب الله، مما يؤدي في النهاية إلى القضاء عليهم واستهدافهم الدقيق. مُراقِبات جمع المعلومات البرية، ومقاتلو الاستطلاع ومشغلو مسيرات الدرون في الوحدة يستخدمون وسائل تكنولوجية عملياتية، إلى جانب عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية الميدانية”. وأضاف أنه “منذ بداية الحرب، قامت الوحدة برصد أكثر من 100 مخرب من حزب الله وتمكنت من القضاء عليهم من خلال نقل المعلومات الاستخباراتية الدقيقة وعالية الجودة بالتعاون مع القوات المقاتلة في الميدان، سلاح الجو والمدفعية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock