خاص هنا صيدا

*إستقبال الشيخ الرافعي لنائب القوات يستفز الشارع السنّي والإسلامي*

في خطوة أقل ما يُقال أنها إستفزازية لمشاعر أبناء الطائفة الإسلامية جاء الإعلان عن خبر زيارة نائب القوات اللبنانية إيلي خوري الى رئيس هيئة العلماء المسلمين الشيخ سالم الرافعي، في وقت لا يزال صدى تصريحات نائبة القوات غادة أيوب المذهبية تتردد في المجالس بإعتبارها خطاباً حربياً تعيدنا الى زمن الإقتتال المذهبي والطائفي المقيت، والذي كنا نظن أنه عفا عنه الزمن الا ان تصريحات أيوب أعادت الى الواجهة خطورة هذا النوع من الخطابات التي من شأنها ان تثير الغرائز المذهبية والطائفية.

لكن السؤال الأكبر يوجّه الى الشيخ سالم الرافعي الذي عاد ليتسلم زمام هيئة العلماء المسلمين في وقت بالغ الحساسية، فهل يرضى الشيخ الرافعي ان يستقبل نائب يمثل فريقا سياسيا توجه اليه سهام الانتقاد في ما خص الخطاب الطائفي والمذهبي، وما الهدف من هذه الزيارة في ظل موقف القوات اللبنانية السلبي تجاه العدوان على غزة حيث دماء الشعب الفلسطيني من الأطفال والنساء والشيوخ يراق بشكل يومي، بآلة القتل الاسرائيلية وبدعم اميركي مباشر.
لا شك ان استقبال رئيس هيئة العلماء المسلمين للنائب القواتي انعكست سلبا داخل الشارع الإسلامي عموما والسني بشكل خاص، فلماذا يسعى البعض الى اثارة الحساسيات في ظل المرحلة التي تتطلب التضامن الوطني عموما والاسلامي بشكل خاص، ولصالح من شق الصف الاسلامي من خلال بعض الخطوات الغير مدروسة، والتي لا تصب في مصلحة المسلمين وقضيتهم، فكان الأولى بالشيخ الرافعي ان يدعو الى وحدة الصف الاسلامي من خلال لقاءات جامعة للعلماء من المذاهب الاسلامية بدل ان يدخل في زواريب السياسة التي لا تصب في خدمة الاسلام ورسالته الانسانية.
أخيراً يبقى السؤال عن الدور الذي يطمح ان يلعبه الشيخ الرافعي الذي يشغل منصبا دينياً بإمتياز وان كان في موقعه كرئيس لهيئة العلماء المسلمين لا يمثل كافة مشايخ وعلماء أهل السنة في لبنان، خصوصا وان مواقفه في خطبة الجمعة قبل حوالي الشهرين كانت تحريضية وعدائية تجاه المقاومة ومحورها واتهمها بقتل الأطفال الى ما هنالك من نعوت مسيئة، فلماذا يزج الرافعي بنفسه في أمور السياسة التي لا تمت لدوره وموقعه الديني بصفة، ولماذا يصر على ان يكون في الموقع المناوىء للمقاومة ومحورها في لبنان والجوار، وهل ذلك من أجل تقديم أوراق إعتماده الى جهات إقليمية معروفة بعدائها المطلق للمقاومة في لبنان وفلسطين ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock